للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

أخرى وهو كله عيب، حتى إنه اعور أعين التي يبصر بها، فهو أعور العين، كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، إذا فهو بشر سيئ أعور العين قبيح المنظر.

المبحث الثاني: ذكر من فتنته أنه يدعي أول ما يظهر أنه نبي، فإذا تابعه الناس على ما معه من التمويه ادعى أنه رب، ويؤيد على ذلك بما آتاه الله من الفتنة؛ حيث يأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت، فيأتي إلى القوم يدعوهم إلى أنه الرب، فإذا أجابوه قال للسماء: أمطري، فتمطر السماء، وقال للأرض: انبتي، فتنبت الأرض، وتهتز رابية، فترجع مواشيهم إليهم أسبغ ما تكون ضروعاً، فتمتلئ ضروعها لبناً، وجلودها لحما وشحما، ويخصبون.

ويأتي إلى القوم يدعوهم فينكرونه ويكذبونه، فيأمر السماء فتقلع، والأرض فتجدب، فيصبحون ممحلين ليس عندهم شيء من المراعي، وترجع إليهم مواشيهم كأهزل ما تكون، وهذه فتنة عظيمة، ولا سيما لأهل البادية

فيبعث الله إليه شاباً فيواجهه، يدعوه إلى ما يدعوه إليه من أنه الرب، فيقول له الشاب: كذبت، ولكنك الدجال الذي اخبرنا عنك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين - أي قطعتين - ويمشي بين القطعتين تحقيقا للانفصال، ثم يأمره فيقول: قم، فتلتئم الجزلتان ويقوم سويا، ولكنه يقول: اشهد أنك المسيح الدجال الذي أخرنا عنك رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله ما ازددت فيك إلا بصيرة، فيقتله ثانية ويمشي بين شقيه ثم يحييه، فإذا قال له: أنت المسيح الدجال، وأراد أن يقتله عجز عنه، فظهر بذلك عجزه أمام الناس (١) .

المبحث الثالث: يمكث المسيح الدجال في الأرض أربعين يوماً، اليوم


(١) رواه البخاري، كتاب فضائل المدينة، باب لا يدخل الدجال المدينة، رقم (١٨٨٢) .