للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآياتِنَا لا يُوقِنُونَ) (النمل: ٨٢) ، هذا ما ذهب إليه كثير من أهل العلم، وهو المشهور كما قال المؤلف.

وقال بعض العلماء: إن الدابة أمر مبهم صحت بها الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لم تبين (١) ، وما ورد من صفاتها وأنها تخرج من أجياد أو من الصفا أو من غيرهما أحاديث ضعيفة وليست بالأحاديث التي تبنى عليها العقيدة، وحسبنا أن نؤمن بما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: الدابة فقط، وأما الصفات الواردة فيها وليست بصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لا يلزمنا اعتقادها؛ لأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها.

أما آخر شيء من هذه الأشراط فيقول رحمه الله: (آخر الآيات حشر النار) حشر مضاف والنار مضاف إليه، من باب إضافة المصدر إلى فاعله، يعني: حشر النار الناس، وهذه نار تخرج من عدن تسوق الناس إلى الشام أي إلى المحشر، وقد ورد أنها تمشي مع الناس تسير بسيرهم، وتقيل بمقيلهم، وتبيت بمبيتهم حتى ينجفل الناس كلهم إلى المحشر (٢) ، وحينئذٍ ينفخ في الصور فيصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون، فهذه آخر الآيات كما قال المؤلف رحمه الله تعالى.

أما آية الدخان فقد اختلف العلماء فيها: هل هي آية مضت أو هي آية مقبلة؟ فمنهم من قال: إنها آية مضت، وهي المشار إليها في قوله تعالى:


(١) رواه مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب في خروج الدجال ومكثه في الأرض ونزول عيسى، رقم (٢٩٤١) .
(٢) رواه البخاري، كتاب الرقاق، باب كيف الحشر، رقم (٦٥٢٢) ، ومسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها ... ، باب فناء الدنيا وبيان الحشر ... ، رقم (٥٨٦١) .