للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

(فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ) (الدخان: ١٠) ، وأن المراد بذلك ما أصاب قريشاً من الجدب والقحط حتى أصيبوا بالجهد العظيم، وكان الإنسان منهم ينظر إلى السماء فيظن أنها دخان من شدة تأثير الجوع عليه.

ومنهم من قال: بل هو أمر مستقبل، وهو أن الله سبحانه وتعالى يبعث عند قيام الساعة دخاناً عظيما يملأ الأجواء ويغشى الناس كلهم.

والأقرب للصواب أنه دخان يرسله الله عز وجل عند قيام الساعة فيغشى الناس كلهم، والله أعلم بكيفية هذا الدخان، فنحن إنما نعرف انه دخان، لكن لا نعرف كيف يأتي الناس ولا من أين يأتي، فهذا أمره إلى الله عز وجل.

والمقصود من هذه الأشراط هو إنذار الناس بقرب قيام الساعة، حتى يستعدوا لها ويعملوا لها.

ثم قال المؤلف رحمه الله: (فكلها صحت بها الأخبار) كلها: يعني كل هذه الأشراط العشرة صحت بها الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم. (وسطرت آثارها الأخيار) سطرت: يعني كتبت، وسميت الكتابة تسطيراً لأنها تكتب بأسطر، والأخيار: جمع خير، فظاهر كلام المؤلف انه حتى الدابة التي تخرج من أجياد قد صحت بها الأخبار، ولكن الأمر خلاف ذلك، اللهم إلا أن تكون صحت عنده، فإنه قد يصح الحديث عند شخص ولا يصح عند آخرين.