العلماء، فإذا مات العلماء اتخذ الناس رؤساء جهالا، فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)) (١) .
إذاً لابد من الرسالة حتى تقوم الحجة، وتبين المحجة، ويسلك الناس إلى ربهم طريق الهدى، وهي من منة الله، بل أمن شيء من الله به علينا هو الرسالة والعلم.
وقوله:(ولطفه بسائر الأنام) أي ومن لطفه جل وعلا ورأفته ورحمته، (بسائر الأنام) أي بعموم الأنام، والأنام: هم الخلق، (أن ارشد الخلق إلى الوصول)(أن) هنا مصدرية وهي في محل المبتدأ، ومن عظيم: خبر مقدم، أي: من عظيم منة الرحمن أن ارشد الخلق إلى الوصول.
وقوله:(مبيناً للحق بالرسول) المراد بالرسول هنا الجنس، وعلى هذا فـ (الـ)) لبيان الجنس وليست للعهد الذكري ولا الحضوري ولا الذهني، بل هي للجنس الدال على العموم، وقد بين الله تعالى في كتابه أنه ما من أمة من الأمم إلا خلا فيها نذير، وكل رسول يرسل إلى قومه إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل إلى الناس كافة، وبلغت رسالته جميع الخلق إلى يوم القيامة، وآيته العظمى هذا القرآن الكريم الذي بين أيدينا - ولله الحمد - إلى اليوم.
(١) رواه البخاري، كتاب العلم، باب كيف يقبض العلم، رقم (١٠٠) ، ومسلم، كتاب العلم، باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن، رقم (٢٦٧٣) .