للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
مسار الصفحة الحالية:

ثم قال رحمه الله تعالى:

١١- فمن هنا نظمت لي عقيدة ... أرجوزة وجيزة مفيدة

١٢- نظمتها في سلكها مقدمة ... وست أبواب كذاك خاتمة

ــ

الشرح

قوله: (فمن هنا أي من هذا الباب، أو من هذا المأخذ، (نظمت لي عقيدة) أصل النظم هو ضم الخرزات بعضها إلى بعض في سلك، ويطلق على ضم الكلمات بعضها على بعض في بيت تشبيها بخرزات السبحة أو غيرها مما ينظم.

وقوله: (نظمت لي عقيدة) يحتمل أن اللام هنا بمعنى من، أي: نظمت مني عقيدة لإخواني المسلمين، ويحتمل أن اللام للاختصاص، يعني: نظمت لنفسي عقيدة، لكن الظاهر أن المراد المعنى الأول، أي: نظمت عقيدة لإخواني المسلمين مني.

وقوله: (عقيدة) : فعيلة بمعنى مفعولة، أي شيء معتقد، والعقيدة في الأصل من العقد، وهو إحكام الشد، وضده الحل، وهذا في الأصل، أي في اللغة العربية.

وأما في الاصطلاح: فهي حكم الذهن الجازم، يعني أن تحكم على الشيء حكما جازما، وتحكم عليه ذهنا، يعني تعتقد في قلبك بأن هذا كذا نفيا أو إثباتا، جازما به؛ فلا عقيدة مع الشك، لأنه لابد من أن يكون هناك جزم، ولا عقيدة باعتبار نطق اللسان، لان نطق اللسان يقع حتى من المنافق، فالمنافق يقول لا إله ألا الله ولكن ليس عنده عقيدة.