للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
مسار الصفحة الحالية:

ثم قال المؤلف رحمه الله تعالى:

٢٠١- وآله وصحبه أهل الوفا ... معادن التقوى وينبوع الصفا

ــ

الشرح

قوله رحمه الله: (وآله) عطفاً على قوله (صلى عليه الله) ، يعني وصلى على أهله وصحبه، وآله إذا لم يقترن معها شيء فأصح الأقوال أنهم أتباعه على دينه.

وأما (صحبه) فهم أصحابه، والصحابي: من اجتمع بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مؤمناً به ومات على ذلك، ويشمل أي اجتماع سواء كان طويلاً أو قصيراً.

وقوله: (أهل الوفا) يعني أصحاب الوفا، فإنه لا أحد من أتباع الأنبياء أوفى من صحابة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولهذا هجروا أوطانهم، وتركوا أموالهم إلى الله ورسوله، ونصروا الله ورسوله، وجاهدوا في الله حتى فتح الله بهم قلوباً غلفاً، وآذاناً صماً، وفتحوا البلاد وأنجوا العباد وصار لهم من المكانة ما ليس لغيرهم من أتباع الرسل.

قوله: (معادن التقوى وينبوع الصفا) يعني أنهم معادن التقوى، والمعادن جمع معدن، وهو ما يكون في الأرض من غير جنسها، مما خبأته الأرض من أطايب العناصر؛ كالذهب والفضة وما أشبه ذلك، هؤلاء هم معادن التقوى، أي تقوى الله عز وجل.

قوله: (وينبوع الصفا) ينبوع: يعني الماء النابع من الأرض، والصفا: من الصفوة؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم هم صفوة هذه الأمة، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين