عز وجل، لأن الحيوانات الأخرى لابد أن يسترها شيء يقيها من الحر والبرد، أما بنو آدم فجعل الله تعالى الستر لهم، فهم الذين يسترون أنفسهم بالثياب التي رزقهم الله عز وجل، وهذه حكمة عظيمة من اجل أن يعرف الإنسان أنه بحاجة إلى ستر عورته المعنوية، كما أنه بحاجة إلى ستر عورته الحسية، فيحاول ستر عورته المعنوية كما يستر عورته الحسية.
إذا النبي عليه الصلاة والسلام خير البشر، فكل البشر، حتى الأنبياء والرسل، فإنه صلى الله عليه وسلم أفضل الرسل، وهذه الخيرية تشمل كل الخيرات؛ خير البشر في النسب، وخير البشر في الخلق، وخير البشر في العلم، وخير البشر في الهداية، وخير البشر في العبادة، فهي خيرية مطلقة من جميع الوجوه.
ومع هذا فإنه ليس له حق في خصائص الربوبية، فليس يعلم الغيب، وليس يملك لنفسه الضر والنفع، ولا يملك لغيره كذلك، والناس بالنسبة لرسول الله في هذا الباب بين طرفين ووسط؛ بين طرف غال مفرط في المدح والثناء حتى جعلوه بمنزلة الرب، وبين طرف آخر يتنقص النبي صلى الله عليه وسلم ويجعله لا فرق بينه وبين البشر في الأمور التي يختص بها، وقسم ثالث عرف للنبي صلى الله عليه وسلم حقه فأنزله منزلته، وقال: هو عبد الله ورسوله وليس له حق فيما يختص بالرب عز وجل، وهو أعلى من البشر فيما خصه الله به وهذا هو مذهب أهل الحق.
وقوله:(بان ذي الأمة سوف تفترق) ذي هنا اسم إشارة، وليست بمعنى