أثبتوا هذا الاسم لفظا، وأثبتوه معنى أي أنه دال على السمع، واعتقدوا لله السمع، واعتقدوا أن الله تعالى متصف بالسمع، وعملوا بمقتضى ذلك، وهو أنهم إذا اعتقدوا أن الله يسمع نزهوا ألسنتهم عن قول ما لا يرضاه الله عز وجل، كما انك - ولله المثل الأعلى - لو كنت تعلم أن عندك رجلا ينقل كلامك إلى الملك فلن تتكلم بما لا يرضاه الملك، كذلك إذا علمت أن الله يسمع كل قول تقوله فانك إذا كنت مؤمنا بذلك فلن تتكلم بما لا يرضاه الله عز وجل.
ومن أسماء الله تعالى البصير: أثبتوا هذا الاسم لفظا، وأثبتوه معنى أي: أنه دال على البصر، وباعتقاد ذلك وليس مجرد العلم، فليس مجرد العلم كافيا، بل لابد من عقيدة، والرابع: العمل بمقتضاه، ومقتضاه: الإيمان بان الله يرى، لا افعل شيئا لا يرضاه الله، ولا أتحرك بأي حركة لا يرضاها الله عز وجل، لأني أؤمن أن من أسماء الله عز وجل البصير، وأن البصير متضمن البصر، واعتقد ذلك بقلبي، إذا جوارحي لابد أن تعمل بمقتضى ذلك الاعتقاد.
وسبق أن العلم لا يستلزم العقيدة، فأبو طالب كان يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول من عند الله، لكن لم ينفعه؛ لأنه ما اعتقد ولا انقاد.