بينا من قبل أن الله قدَّر مقادير عباده قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، ودلّ الكتاب والسنة على أن هناك تقديران تقدير حولي وتقدير يومي، فأما التقدير الحولي ففي ليلة القدر، ففيها يكتب من أم الكتاب ما يكون في السنة من موت وحياة ورزق ومطر، وما يقوم به العباد من أعمال ونحو ذلك، قال تعالى:(إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين - فيها يفرق كل أمر حكيم - أمراً من عندنا إنا كنا مرسلين)[الدخان: ٣-٥] .
أما التقدير اليومي فهو سوق المقادير إلى المواقيت التي قدرت لها فيما سبق، قال تعالى:(يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن)[الرحمن: ٢٩]
روى ابن جرير عن منيب بن عبد الله عن أبيه قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية، فقلنا: يا رسول الله، وما ذاك الشأن؟ قال: أن يغفر ذنباً، ويفرج كرباً، ويرفع قوماً، ويضع آخرين.
وجملة أقوال المفسرين في الآية " أن الله من شأنه في كل يوم أن يحيي ويميت، ويخلق ويرزق، ويعز قوماً ويذل قوماً، ويشفي مريضاً، ويفك عانياً، ويفرج مكروباً، ويجيب داعياً، ويعطي سائلاً، ويغفر ذنباً، إلى مالا يحصى من أفعاله وإحداثه في خلقه "(١) .
(١) ذكره صاحب معارج القبول: ١/٣٤٦ عن البغوي المفسر.