بينا من قبل أن عقيدة القدر التي جاء بها الإسلام مبرأة عبر التخاذل والكسل والخمول الذي أصاب قطاعاً كبيراً من الأمة الإسلامية عبر العصور باسم الإيمان بالقدر، والمسؤول عن ذلك هو انحراف المسلمين في باب القدر حيث لم يفقهوه على وجهه.
ومن تأمل في عقيدة القدر التي جاء بها الإسلام وجد لها ثماراً كبيرة طيبة، كانت ولازالت سبباً في صلاح الفرد والأمة.
وسنحاول أن نجلي بعض ثماره التي ظهرت خلال هذه الدراسة.
١- الإيمان بالقدر طريق الخلاص من الشرك:
لقد زعم كثير من الفلاسفة أن الخير من الله، والشر من صنع آلهة من دونه، وإنما قالوا هذا القول فراراً من نسبة الشر إلى الله تعالى (١) .
والمجوس زعموا أن النور خالق الخير، والظلمة خالقة الشر.
والذين زعموا من هذه الأمة أن الله لم يخلق أفعال العباد، أو لم يخلق الضال منها أثبتوا خالقين من دون الله.
ولا يتم توحيد الله إلا لمن أقرَّ أن الله وحده الخالق لكل شيء