للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذه هي المستجدات التي اضافها ابن حزم لكتابة السيرة النبوية.

نرى مما تقدم أن هذه السير التي صنفها هؤلاء العلماء سواء أكانت باسهاب أم باقتضاب قد حركتها حوافز متعددة في كتابتها وهذه الحوافز هي:

١. الحافز العلمي وهذا الحافز قد تمثل في السير التي صنفها كل من محمد بن إسحاق وذلك عندما طلب منه المنصور تصنيف كتاب لابنه المهدي منذ خلق الله تعالى آدم (عليه السلام) إلى يومه يكون له مرجعا يرجع إليه لمعرفة أخبار الأمم السالفة وأحداث تأريخ الإسلام «٧٣» ، ونلمسها أيضا في قيام ابن هشام بتهذيب هذه السيرة التي صنفها ابن إسحاق من الأشعار والروايات التي لا دخل لها في سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم «٧٤» ، وعلى هذا الحافز أيضا كتب أحمد بن فارس سيرته الموجزة لكي تكون سهلة المنال والحفظ أمام طلاب العلم والمعرفة عن نسب الرسول وحياته وأحواله «٧٥» ، وكان ابن الجوزي ضمن مسار مسلك هؤلاء في إيجاد مصنف لسيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وأحواله بعدما رأى خلقا كثيرا من أعلام معاصريه لا يحيطون علما بحقيقة فضيلة الرسول ومكانته «٧٦» .

هذه هي المصنفات التي كان الحافز العلمي هو المحرك لكتابتها، مع العلم أن محققي سيرة ابن حزم قد حاولوا عدّ الغايات التي من أجلها صنفت هذه السيرة هي غايات علمية بالدرجة الأولى إذ صرحا بالقول: " لسنا نبعد عن الحق حين نفترض أن ابن حزم في كتابة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم كان يرمي إلى


(٧٣) ينظر، الخطيب البغدادي، تأريخ بغداد، ١/ ٢٢١.
(٧٤) ينظر، السيرة، ١/ ٤.
(٧٥) ينظر، أو جز السير خير البشر، مجلة المورد، ص ١٤٦.
(٧٦) ينظر، الوفا بأحوال المصطفى، ص ٢.

<<  <   >  >>