للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويبدو أن سبب عزوف ابن خياط عن تعرضه لمعاجز الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم ودلائل نبوته وشمائله نابع من كون كتابه التأريخ يهتم بإيراد حوادث تأريخية على وفق سبقها الزمني ابتداء من هجرة الرسول إلى رحيله إلى الرفيق الأعلى مع الإشارة إلى أن هذه الأمور [دلائل النبوة وعلاماتها والشمائل والأخلاق] هي أمور معنوية والتوثيق التأريخي لها على وفق الحوليات أمر يحتاج إلى وقفة لعدم دقة المعلومات التي وصلت إلى المؤلف عن وقت حصول المعجزة أو دلائل النبوة مع بيان أن هذه الأمور قد حصل بعضها قبل الرسالة وهو جانب قد اختصر فيه ابن خياط «٣٠» .

فلو أن ابن خياط اشفع سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم التي أوردها في كتابه بهذه الأمور لكان من الحجم والسعة ما فاق به حجمه الحالي كثيرا، ولكان هناك فارق وتباين ظاهر بين نسق الكتاب الذي تم اختزال الحوادث فيه والحيز الذي خصص للحديث عن سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم، مع العلم أن ابن خياط كان يرمي إلى ضغط واختزال المعلومات التي يثبتها في مصنفاته «٣١» ، وهذا ما أشار إليه أحد الباحثين أن خليفة أراد تقديم مصنف يشمل استعراضا لحوادث التأريخ الإسلامي على وفق تتابع السنوات ابتداء من هجرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم إلى المدينة حتى سنة تصنيفه الكتاب بأسلوب مبسط ومختزل لتفاصيل الحوادث التي يعرضها فيه «٣٢» .


(٣٠) ينظر، التأريخ، ص ٨- ١١.
(٣١) ينظر، العمري، مقدمة تحقيق التأريخ، ص ٢٦.
(٣٢) ينظر، التاريخ، ص ١١- ٥٨.

<<  <   >  >>