للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمصنفين «٢٤» ، إتكالا منه على إيراده مصادره المكتوبة والمسموعة أثناء حديثه «٢٥» .

وهذا التوفيق بين هذين المنهجين نابع من كونه محدثا له مكانته بين المحدثين «٢٦» ، ومؤرخا له الباع الطويل في أيام الناس وأنسابهم «٢٧» .

شكل هذا المنحى الذي نحاه خليفة بن خياط والذين ساروا على منواله من معاصريه مرحلة انتقالية في الكتابة التأريخية تمثلت بوضع الأسس والثوابت الأولى لها، ولا سيما في طريقة عرض الخبر التأريخي والطرائق التي يعرف بها الناس، وذلك لعدم وجود مثل هذه الأمور على هذه الكيفية في المدونات السابقة له «٢٨» .

٥. عزف ابن خياط عن إيراد معجزات الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم، ودلائل نبوته أو التعرض لها ضمن الحوادث التي حصلت فيها ولم يقتصر هذا العزوف على هذا الجانب فقط بل تعداه إلى إغفال شمائله وصفاته التي اتصف بها صلى الله عليه وآله وسلّم في الحوادث التي ذكرها عن عصر الرسالة وأثر شخصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم فيها، علما أن معاصرا له وهو ابن سعد قد أشبع هذه الجوانب حديثا حتى ألفت حيزا كبيرا من القسم الذي خصصه لسيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم في كتابه الطبقات «٢٩» .


(٢٤) ينظر، التأريخ، ص ٣٩، ٤١، ٥٣، ٥٦، ٦٢- ٦٣.
(٢٥) ينظر عن مصادر خليفة في كتابه التأريخ ومدى استعمالها فيه، العمري، أكرم، مقدمة تحقيق كتاب التأريخ، ص ٢٦- ٤٥.
(٢٦) ينظر، الذهبي، تذكرة الحفاظ، ٢/ ٤٣٦.
(٢٧) ينظر، ابن الأثير، اللباب في تهذيب الأنساب، ٢/ ١٤٠، ابن كثير، البداية والنهاية، ١٠/ ٣٢٢.
(٢٨) ينظر، مصطفى، شاكر، التأريخ العربي والمؤرخون، ١/ ٢٧٦.
(٢٩) ينظر، الطبقات الكبرى، ١/ ١/ ٩٩- ١١١، ١١٣- ١٢٦.

<<  <   >  >>