للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السير التي أسهمت إسهاما فاعلا في إرساء القواعد النهائية لما كتب بعدها عن سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم «٣٧» .

٢. الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر الأندلسى*:

خصص ابن عبد البر حديثه في هذا الكتاب- كما هو واضح في عنوانه- عن تراجم صحابة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم ولكنه قدم قبل الحديث عنهم عرضا موجزا لحياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم «٣٨» ، إذ بين ذلك في مقدمته التي افتتح بها كتابه قائلا: " ونبدأ بذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، ونقتصر من خبره وسيرته على النكت التي يجب الوقوف عليها ولا يليق بذي علم جهلها وتحسن المذاكرة بها لتتسم الفائدة للعالم الراغب والمتعلم الطالب في التعرف بالمصحوب والمصاحب مختصرا ذلك أيضا مغنيا عما سواه كافيا" «٣٩» .

كانت السيرة التي حواها كتاب الاستيعاب بمثابة مدخل لكتابه عرض فيه سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم، للتبرك بها وعدّها غاية عليا يطمح جميع المسلمين إلى الاستنان بها، إذ وضحت عبارته التي ختم بها ذكره لسيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم هذا الأمر، إذ يقول: " وقد أكثر الناس في ذكر من أدخله في قبره وفي هيأة كفنه وفي صفة خلقه وخلقه وغزواته وسيرة مما لا سبيل في كتابنا هذا إلى ذكره، وإنما


(٣٧) ينظر، هوروفتس، المغازي الأولى ومؤلفوها، ص ١٢٨، الدوري، بحث في نشأة علم التأريخ، ص ٣٢، ناجي، إسهامات مؤرخي البصرة، ص ٥٤- ٥٦.
(*) تناولها حياته وإسهاماته في كتابة السيرة بالأندلس في ص ٩٣- ٩٤ من هذه الدراسة.
(٣٨) ينظر، الاستيعاب، ١/ ٢٥- ٤٧.
(٣٩) ينظر، المصدر نفسه، ١/ ٢٥.

<<  <   >  >>