للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من أسلوب في عرض مضامين كتابه الكامل في التأريخ ولا سيما قسم السيرة منه، إذ وضح هذا الاختلاف بنقاط عدة هي:

١. إن السيرة التي تضمنها كتاب أسد الغابة قد كان الهدف من إثباتها هو هدف أخلاقي القصد منه التبرك بعكس ما أراده في كتابه الكامل الذي خصص فيه حيزا كبيرا لسيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم «٤٨» وذلك لأنها شغلت حقبة تأريخية مهمة من تأريخ العالم، ولكنه اعتمد في ذلك على ما كتبه الطبري عن سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم فكانت السيرة التي حواها هذا الكتاب مجرد تهذيب لها «٤٩» .

٢. الاعتماد على موارد لم يعتمد عليها في كتابه الكامل، إذ كان الطبري وما كتبه في تأريخه هو المعول عليه عنده كما وضحته مقالته التي افتتح بها كتابه هذا «٥٠» ، أما في كتابه أسد الغابة فقد عرض مصادره في بداية كتابه والتي لم يظهر فيها أي ذكر لتأريخ الطبري الذي اعتمد عليه في كتابه الكامل، إذ شملت على الصحاح والمسانيد والسنن وكتب المغازي وغيرها «٥١» ، واعتمد أيضا على روايات شفوية لبعض مشايخه وذلك في مواطن عدة من هذه السيرة «٥٢» ، فضلا عن اعتماده على طريق مخالف للطريق الذي سلكه في كتابه الكامل للوصول إلى سيرة ابن إسحاق، إذ كان طريق الطبري المشهور إلى سيرة ابن إسحاق


(٤٨) ينظر، الكامل في التأريخ، ٢/ ٢٣٩- ٣/ ٢١٧.
(٤٩) ينظر، المصدر نفسه، ١/ ٥.
(٥٠) ينظر، المصدر نفسه، ١/ ٥.
(٥١) ينظر، أسد الغاية، ١/ ٨- ١١.
(٥٢) ينظر، المصدر نفسه، ١/ ٢٠، ٢١، ٢٤، ٢٥، ٣٣.

<<  <   >  >>