للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بوساطة شيخه سلمة بن الفضل «٥٣» ، أما الطريق الذي سلكه ابن الأثير فقد كان بوساطة يونس بن بكير «٥٤» .

بين هذا الأمر استقلالية ابن الأثير في تصنيفه لكتابه أسد الغابة من حيث الموارد والمنهج عن كتابه الكامل في التأريخ ولا سيما قسم السيرة منه، وإن لم يأت بشيء جديد فيه، ولكن الطريقة التي عرض فيها السيرة ضمن مصنفين من مصنفاته جعلنا نعقد مقارنة بين ما كتبه في كل واحد منهما عن سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم.

كل هذه الأمور أدت بطبيعة الحال إلى أن تكون ملامح السيرة المثبتة في كل من هذين الكتابين مغايرة للأخرى، وجاءت بعض الروايات مختصرة عن سابقتها التي وردت في كتاب الكامل في التأريخ «٥٥» .

بعد هذه المقارنة بين هذين الكتابين نرى أن كلا منهما لم يرتبط بالاخر ولم يكن مكملا له بل كان كل واحد من هذين الكتابين ولا سيما في قسم السيرة منهما مستقلا عن الاخر، ومن ثم فإن ابن الأثير بتضمينه سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم في كتابه هذا قد كان آخر من حاول تضمين سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم ضمن كتب الطبقات، حتى أن المصادر التي تأخرت عنه والتي كتبت في الموضوع نفسه (الطبقات) قد أغفلت إيراد سيرة للرسول صلى الله عليه وآله وسلّم في بدايتها «٥٦» .


(٥٣) ينظر، تأريخ الرسل والملوك، ٢/ ٣.
(٥٤) ينظر، أسد الغاية، ١/ ١١.
(٥٥) ينظر، المصدر نفسه، ١/ ١٥، ٢٠، ٢٢، ٢٣، ٢٤- ٢٥، ٢٧- ٢٨، ٢٩- ٣٠.
(٥٦) ينظر، ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة، ١/ ٥.

<<  <   >  >>