للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١. أورد قصائد الشعراء المتأخرين عن عصر الرسالة الذين صوروا فيها سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وأحواله بكثرة مفرطة «٨٠» ، ويعدّ هذا الأمر سابقة لم تألفها المصادر التي سبقته، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على الرغبة في إيراد متابعات الحوادث بالقصائد التي عبرت عن عواطف وأحاسيس قائليها في ما تضمنته تلك الحوادث من أمور حركت هذه العواطف والأحاسيس التي كانت تصف مجرياتها الدقيقة، وقد تباينت تلك القصائد في الطول والقصر، فبعضها يتكون من اربعة أو خمسة أبيات «٨١» ، في حين تجاوزت الأخرى ذلك بكثير «٨٢» .

استمر هذا المنحى عند المتأخرين عنه إذ أخذوا بتطعيم حوادث السيرة بما قيل في وصفها من شعر لدى المتأخرين عن عصر الرسالة «٨٣» ، وإن لم يكن بالضرورة تأكيد أن ابن شهر آشوب هو أول من اتجه إلى هذا المنحى مع العلم أن المصنفات التي وصلت إلينا عن سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم بمختلف أنماط كتابتها حتى عصر ابن شهر آشوب لم يكن فيها مثل تلك القصائد والأبيات الشعرية.

٢. عقد فصلا مستقلا في هذه السيرة تحدث فيه عن الخصائص التي خص الله بها نبيه الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلّم من دون الأنبياء والبشر أسماه (فصل في ما خصه الله من اللطائف) «٨٤» ، وهذه الخصائص أو اللطائف لم تكن موجودة


(٨٠) ينظر، مناقب آل أبي طالب، ١/ ٢٠، ٢٥، ٣٠، ٣٢، ٤٨، ٥٠، ٥٧، ٦٩- ٧٠، ٧٢، ٧٨، ٧٩، ٨٢، ٨٤، ٨٨، ٩١.
(٨١) ينظر، المصدر نفسه، ١/ ٢٠، ٢٥، ٣٠، ٣٢، ٤٨، ٥٠، ٧٢، ٧٩، ٨٢، ١٢٨.
(٨٢) ينظر، المصدر نفسه، ١/ ٥٧، ٨٥، ٢١٥- ٢١٦.
(٨٣) ينظر، ابن عربي، محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار، ١/ ٤٤، ابن سيد الناس، عيون الأثر، ٢/ ٢٩٧، ٢٩٨- ٢٩٩، الصفدي، الوافي بالوفيات، ١/ ٥٦، ٥٧، ٦٠، ٦٢، ٦٣، ٧١، ٧٤، ٨٩، ٩٢، ٩٤.
(٨٤) ينظر، مناقب آل أبي طالب، ١/ ٢١٣- ٢٢٦.

<<  <   >  >>