للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣. الاعتماد على إرسال الأخبار، وذلك من دون ذكر قائليها مع العلم ان عروة لم يعاصر تلك الأحداث «٦٨» .

علل الدوري برزو هذا المنحى عند عروة بأن الإسناد في زمنه كان مرنا وأن الناس لم يطالبوا المحدثين والرواة بإسناد أحاديثهم فضلا عن أن القواعد الدقيقة للإسناد لم تكن قد ظهرت بعد «٦٩» .

ولكن مع هذا كله، فإن عروة لم يكن مغفلا أسانيد جميع رواياته بل كانت هنالك بعض الروايات قد أسندها إلى قائليها «٧٠» .

هذه هي الخطوط العامة التي نهجها عروة في توثيق ورواية بعض حوادث السيرة التي مثلت نقلة نوعية ببروز الأسس والثوابت المعيارية لها من حيث وضع اللبنات التكوينية الأولى لكتابة السيرة وذلك بتقديمه نماذج أولية مكتوبة لبعض حوادث السيرة يسير عليها المتأخرون عنه ويضيفون عليها ما فات على سابقيهم من ذكر بعض الحوادث.

٣. شرحبيل بن سعد (ت ١٢٣ هـ) :

وهو من الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة. ولد في أواخر خلافة عمر بن الخطاب ولقي جماعة كبيرة من الصحابة وسمع منهم وكان يكثر التردد على الصحابي زيد بن ثابت «٧١» .


(٦٨) الدوري، بحث في نشأة علم التاريخ، ص ٢١.
(٦٩) المصدر نفسه، ص ٢١، ٧٤.
(٧٠) ينظر، ابن هشام، السيرة، ١/ ٢٣٤، ٢٣٧، ٢٤١، ٢٤٣، ٣٣٩، ٣٤٠، الطبري، تأريخ الرسل والملوك، ٣/ ٥٥- ٥٦، ٧٠، ٨٢.
(٧١) ينظر، ابن سعد، الطبقات الكبرى، ٥/ ٢٢٨، البستي، مشاهير علماء الأمصار، ص ٧٧.

<<  <   >  >>