للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

انصبت اهتمامات شرحبيل بن سعد على دراسة مغازي الرسول بعامة وغزوة بدر بخاصة حتى عدّه بعض من ترجم له أنه كان من أعلم الناس في زمانه بالمغازي والبدريين «٧٢» .

أعطى هوروفتس توضيحا لهذه الاهتمامات بجعلها لا تتعدى سوى إعداد القوائم بأسماء المهاجرين إلى المدينة ومن اشترك بغزوتي بدر وأحد «٧٣» ، ولكن أحد الباحثين يفند هذا الرأي باعتماده على مقالة ابن حجر التي يقول فيها" كان شرحبيل بن سعد عالما بالمغازي اتهموه أنه يدخل فيهم من لم يشهدوا بدرا وفيمن قتل يوم أحد إن لم يكن منهم وكان قد احتاج فسقط عند الناس فسمع بذلك موسى بن عقبة فقال أو ان الناس قد اجترءوا على هذا، فدب على كبر السن وقيد من شهد بدرا وأحدا ومن هاجر للحبشة والمدينة وكتب ذلك" «٧٤» ، إذ يتبين من هذا النص أن كاتب القوائم هو موسى بن عقبة وليس شرحبيل بن سعد كما فهم هوروفتس «٧٥» .

ولكن هذا الرأي آنف الذكر لا ينفي بتاتا أن شرحبيل لم يكن مدونا لبعض حوادث السيرة إذ كانت مروياته التي أغفلها المعاصرون له قد ضمت أخبارا عن السيرة، إذ يبين النص الذي أورده ابن حجر والذي أوضح فيه أن أحدا من الناس قد سأل محمد بن إسحاق (ت ١٥١ هـ) المعاصر لشرحبيل عن سبب إغفاله لمرويات الأخير في المغازي وعدم إدراجها في كتابه أو ضمن


(٧٢) ابن حجر، تهذيب التهذيب، ٤/ ٣٢١.
(٧٣) المغازي الأولى، ص ٢٦.
(٧٤) تهذيب التهذيب، ١٠/ ٣٦١.
(٧٥) نصار، هامش ص ٦ من كتاب المغازي الأولى ومؤلفوها لهوروفتس.

<<  <   >  >>