للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الروايات التي يلقيها على مسامع الناس، فأجاب ابن إسحاق على هذا التساؤل بالقول: " وأحد يحدث عن شرحبيل" «٧٦» .

كان سبب إغفال هذه الأخبار التي رواها شرحبيل هو لكبره وخرفه واختلال عقله كما ذكر ذلك ابن سعد «٧٧» ، هذا من جانب ومن جانب آخر فأن الناس كانت تتحاشاه مخافة لسانه الذي يكيل التهم لمن يرده من أبناء الصحابة بأن أباك أو جدك لم يشهد بدرا «٧٨» ، أو يجعل من لا سابقة له في الإسلام سابقة «٧٩» .

ولّدت هذه الأمور مجتمعة عزوفا من قبل المهتمين بسيرة الرسول لما تفوه به شرحبيل حتى لم نجد أية رواية عن سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم ترجع في إسنادها إليه سوى رواية واحدة أوردها ابن سعد ٧٩ أ.

من هذا كله نستنتج أن هذا العزوف لمرويات هذا الراوي يدل على وجود حس نقدي مبكر للرواية والرواة.

٤. وهب بن منبه (ت ١١٤ هـ) وهو يماني المولد، فارسي الأصل. سكن المدينة، وحدث بها، وكان من المقربين لدى الخلفاء الأمويين، وممن أشتهر برواية أخبار الأمم السالفة وأهل الكتاب، وعرف العديد من لغات عصره ٧٩ ب.


(٧٦) تهذيب التهذيب، ٤/ ٣٢١.
(٧٧) الطبقات الكبرى، ٥/ ٢٨٨.
(٧٨) ابن أبي حاتم، عبد الرحمن الرازي (ت ٣٢٧ هـ) ، الجرح والتعديل، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد الهند، ط ١، ١٩٥٢، ١، ٢/ ٤/ ٣٣٩.
(٧٩) ابن حجر، تهذيب التهذيب، ١٠/ ٣٦١.
(٧٩ أ) ينظر الطبقات الكبرى.
(٧٩ ب) ينظر، ابن سعد، المصدر نفسه، ٥/ ٥٤٣، ابو نعيم الاصبهاني، حلية الاولياء، ٤/ ٦١- ٨٣.

<<  <   >  >>