عالج عدد من العلماء جوانب من حياة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) لم يفها ابن اسحاق وشملت مصنفاتهم شمائله وخلقه وبعض جوانب حياته الخاصة وما يتصل بها ولكن أحدا منهم لم يفصل في اساليب نشره للإسلام وتعميقه في نفوس معتنقيه وهو كان أساس بناء المجتمع الجديد.
وفي الأزمنة الحديثة تزايد الاهتمام بكتابة السيرة وكان ذلك من المستشرقين الغربيين والمسلمين المشارقة. فأما المستشرقون فأغلبيتهم نصارى ومنهم قليل من اليهود تخصصوا في السيرة وأكثرهم متأثر بالمناخ الفكري المتطور في أوربا الذي ظهر في القرن التاسع عشر بسبب بروز العوامل المادية السطحية على حساب القوى الروحية.
فأما المستشرقون فكان من أوائل المعنيين منهم بدراسة حياة الرسول وسيرته، المستشرق الإنكليزي (ويليم سيل) الذي ألف في القرن الثامن عشر كتابا متزنا عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) وكما خص (كارليل) الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) بفصل من كتابه (الأبطال) أشاد فيه بمنجزات الرسول.
وأشار عدد من الكتاب الأوربيين الى جوانب من حياة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) أمثال فولتير وجماعته، برز في كثير منها سطحية وتحامل، وفي بعضها دفاع قائم عن المنجزات وليس عن تفاصيل الأعمال التي قام بها الرسول.
وتزايدت مؤلفات المستشرقين منذ أواخر القرن التاسع عشر فكتب عدد منهم كتبا مستقلة في السيرة منهم وستنفلد، وجروهان فيك، ووليم ميور، ثم ديبومين، والفريد جيوم الذيترجم سيرة ابن اسحاق مع مقدمة مهمة، ومن