أواخرهم مونتكمري وات وماكسيم رودنسون وتابعوا فيها سيرة ابن اسحاق مع تعليقات مثيرة بعضها ناشزة، ومن اقوم ما كتب حديثا هو الفصول الواسعة التي كتبها (ليو كايتاني) وتابع تنظيمها على اساس الحوليات وأورد فيها كل ما تيسر له من معلومات عن تلك الحوادث مع تعليقات قيمة وتحليلات مثيرة للتفكير.
وللمستشرق دلتور اندريه مكانة خاصة فقد ألف كتابين (سيرة محمد) و (محمد الرجل والنبي) وهما كتابان قصيران أولى فيهما تقديرا لرسالة الرسول الروحية وتعاطفا مع دعوته المنسجمة مع نظريات رجال الدين، علما أنه أحدهم، إذ كان أسقف إبسالا في السويد.
لم تكن دراسة سيرة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) ضمن المواضيع التي تعنى بتدريسها المدارس في العالم الإسلامي وإنما اقتصرت على أحكامه في الأحوال الشخصية والمالية لكونها جزءا من دراسة الفقه.
بدأ الاهتمام بدراسة السيرة النبوية في أوائل الثلاثينيات عندما نشر محمد حسين هيكل ترجمة كتاب أميل در منغهم في سيرة الرسول بمقالات في ملحق جريدة السياسة فأثارت الاهتمام، وتصرف في الترجمة ثم طبعها بكتاب مستقل باسمه بعنوان (حياة محمد) ثم أردفه بكتاب عنوانه (في منزل الوحي) ، ولقي كتاب (حياة محمد) رواجا كبيرا، وأثار الاهتمام فإن لكل من طه حسين وتوفيق الحكيم وعباس العقاد كتبا تابعة لكتاب هيكل وتزايد عدد الكتب والمقالات عن السيرة، وزاد من نشاطها التيار العام الذي نشط في نقد المستشرقين علما