للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا أخذ أحد شيئا وصمموا على طلب الزيادة وصاروا عصبة واحدة وتكرر استدعاء كاتب المماليك لهم وهم على ما هم عليه فلم يسع السلطان إلا أن دعا عليهم وقام غضبانا حتى عاد إلى الدهيشة وقد حصل له بمجيئه غاية الهوان وشددوا المماليك على ناظر الخاص في الطلب وهو يقيم بالدهشية من القلعة إلى أن يضحى النهار فقام وهم بالنزول وأراد الركوب فمنعه من ذلك بعض أصحابه وحذره غاية التحذر فعاد إلى الدهيشة بعد أن وصل إلى باب المدرج ثم نزل من يومه وانقطع عن الخدمة حتى وقع الاتفاق على أن يكون لكل مملوك ألفا درهم فرضوا بذلك وأخذوا النفقة.

وفي يوم الأحد تاسع عشرينه عزل عبد العزيز بن محمد الصغير عن إمرة حاج الركب الأول ثم أعيد بعد أن سعى في ذلك سعيا كثيرا.

شهر رمضان أوله الاثنين أهل هذا الشهر والناس في أمر مريج من عدم اللحوم والغلاء المفرط في سائر الأقوات الذي لم يعهد مثله في سالف الاعصار وكثرت الفقراء بالقاهرة إلى الغاية واتسعت الأراضي بالري واحتاجت الفلاحون إلى التقاوي لزراعة الأراضي وعزت الأبقار بالقاهرة وضواحيها حتى بيع الزوج البقر الهائل بمائة وعشرين دينارا وما دونها وأغرب من ذلك ما حدثني السيفي اياس الخاصكي خازندار الاتابك اقبغا التمرازي بحضرة الأمير ازبك الساقي وغيره من الأعيان إنه رأى ثورا هائلا ينادي عليه بأربعين ألف درهم فاستغربت مقالته وأردت أن أسمع ما يقول غيره ممن حضر حتى أثق بهذا الخبر لأكتب عنه ذلك فقال ازبك نعم

<<  <  ج: ص:  >  >>