للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتوفي الأمير سيف الدين خشقدم السيفي سودون من عبد الرحمان نائب القدس في ربع الأول وتولى نيابة القدس من بعده مبارك شاه خشداشه وكان خشقدم من أطراف الناس المهملين لا تعرف أحواله فتشر أو تذم عفا الله عنه.

وتوفي شمس الدين محمد الحموي ناظر القدس به في رمضان وكان من صغار أهل حماة حتى اتصل بخدمة الكمال ابن البارزي فباشر توقيعه واثري وعرف بين الناس ثم طلبت نفسه الزيادة فسعى في نظر القدس حتى وليها فلم تطل مدته ومات حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة.

ومن شعر - يعني شعر ابن العطار والبحر من البحر الطويل -

لأمر أرى هذَا العذَار تَبَسَّما ... وَأطْلعَ فِي ليْل الشَّبيبة انْجُمَا

وَأرشَدَ لمَّا أن دَجَا غَيْهَبُ الصَبَا ... عَسَى أهْتَدي بالنَّجْمِ فيه وَعَلَّما

فأهْدي الهُدَي لكنَّهُ قَدْ نَهَي النُّهي ... وَدَاوي لعمري كُلُّ مَا الجَهْلُ كَلَّما

فَكَمْ عِنْدَ مَا أبْصَرتُ فَوْدي أبيض ... جَرَتْ عَنْ دَم حُمرُ المَدَامع عَنْدَمَا

وَكَمْ قَدْ هَمي جَفْني كَمَا تَمطْر السَّما ... بدمَع نَمَي لكنْ بمَا يُشْبهُ الدَمَا

وَمَا أنَا بَاكٍ للشَّباب الذي مَضَى ... وَلكنْ لعُمْرِ في التَّصَابي تَضَرَّما

ألفتُ البُكا لمَّا أنفْتُ مِنَ البُغَا ... وَعبْتُ الهَوَى كَاساً فعفتُ المُحَرَّما

وَكَمْ قَدْ طَمَا بَحْر بَعْيني قَطُّ مَا ... عَهدْنَاهُ في عَصْر الصبا منْهُما هَما

وأعَرضَت عَنْ شمسي وَبَدْري وَكَوكبي ... وَوَجَّهْتُ وَجْهي للَّذي فَطرَ السَّمَا

فَعَوَّضني بالمَدْحِ في صَاحبِ اللوى ... عَنِ النظم والتَّشْبيبِ في ربة اللما

وَلَسْتُ مُوَف بالمدائح حَقَّهُ ... وَلَوْ أن لي في كُل جَارحَةٍ فُما

وله موشحة كل قرينة من كلام شاعر لم يسبق لمثله وهي (البسيط)

أجَابَ دَمْعي وَمَا الدَّاعي سوىَ طَلَل

وَظَل يَسْفح بَيْنَ العَدْل والعَذَلِ

يَا سَاكني السَّفح كَمْ عَيْن بكُم سَفَحت

مِلْء الزَّمَان ومَلء السَّهل وَالجَبلِ

قَلْبْ مُعَنَّى وَمَدْمَعْ صَبُّ

يَجُرُّ أذيَالَهُ وَيَسْحبُ

لَمَر عَيْنا غَذَتْ بالدَّمع في لَحَج

وكلُّ طَرْفِ عَنِ الإغْفاء لَمْ يَعُج

وَمُهَجة لَهُ للأشْجانِ قَدْ صَلحَتْ

<<  <  ج: ص:  >  >>