للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب (١) ، وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون " (٢) .

لقد كان الأمن منعدماً في الجزيرة العربية، وكان القانون السائد فيها شريعة الغاب، وقد كثر في الأحاديث الإخبار باستتباب الأمن في الجزيرة بسبب ظهور الإسلام فيها، كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن الإسلام سيتعدى حدود الجزيرة العربية، وأنه سيعصف بالدول الكبرى في ذلك الوقت، مثل ملك كسرى وقيصر، ففي صحيح مسلم عن نافع بن عتبة، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم فارس فيفتحها الله، ثم تغزون الروم، فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله " (٣) .

وروى البخاري عن عَدِيّ بن حاتم، قال: " بينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتاه رجل فشكا إليه الفاقة، ثم أتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل، فقال: يا عدي، هل رأيت الحيرة؟ قلت: لم أرها، وقد أنبئت عنها، قال: فإن طالت بكَ حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحداً إلا الله، قلت فيما بيني وبين نفسي، فأين دُعَّار طيِّء الذين قد سعروا البلاد؟ ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى، قلت: كسرى بن هرمز؟ قال: كنوز بن هرمز، ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحداً يقبله


(١) هكذا ورد في النص ما دون لحمه من عظيم أو عصب، وقد ورد الحديث في صحيح البخاري في موضع آخر بلفظ (ما دون عظامه من لحم أو عصب) ، كتاب المناقب، فتح الباري: (٧/١٦٥) ، وهو الصواب.
(٢) رواه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، حديث رقم (٣٦١٢) فتح الباري: (٦/٦١٩) .
(٣) رواه مسلم في كتاب الفتن، باب ما يكون من فتوحات المسلمين قبل الدجال، (٤/٢٢٢٥) حديث رقم (٢٩٠٠) .

<<  <   >  >>