للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

منه، وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه، وليس بينه وبينه ترجمان، يترجم له، فيقولن: ألم أبعث إليك رسولاً فيبلغك؟ فيقول: بلى، فيقول: ألم أعطك مالاً وأفضل عليك؟ فيقول: بلى، فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم، وينظر عن يساره فلا يرى إلا جهنم.

قال عدي: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد شق تمرة فبكلمة طيبة ".

قال عدي: " فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز، ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم، يخرج ملء كفه ... " (١) .

وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث آخر أن المسلمين سيزيلون ملك كسرى وقيصر، وسينفقون كنوزهما في سبيل الله، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفس محمد بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله " (٢) .

وفي صحيح مسلم عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها، وأعطيت الكنزين: الأحمر والأبيض " (٣) وقد وقع الأمر كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد بلغ ملك هذه الأمة بمقدار ما جمع له من الأرض، وكان معظم امتداد ملك هذه الأمة في جهتي الشرق والغرب، وأما في جهة الشمال والجنوب فقليل بالنسبة إلى المشرق والمغرب.


(١) رواه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، حديث رقم (٣٥٩٥) فتح الباري: (٦/٦١٠) .
(٢) صحيح البخاري، كتاب المناقب، حديث رقم (٣٦١٨) ، فتح الباري: (٦/٦٢٥) .
(٣) صحيح مسلم، كتاب الفتن، باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض، (٤/٢٢١٥) ، ورقمه (٢٨٨٩) .

<<  <   >  >>