للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

المطلب الثاني

السِّر في تسميته بالمسيح الدَّجال

يقول ابن الأثير: " سمي الدجال مسيحاً، لأن عينه الواحدة ممسوحة، والمسيح: الذي أحد شقي وجهه ممسوح، لا عين له ولا حاجب، فهو فعيل بمعنى مفعول، بخلاف المسيح عيسى ابن مريم، فإنه فعيل بمعنى فاعل، سمي به، لأنه كان يمسح المريض فيبراً بإذن الله، والدجال: الكذاب " (١) وسمي دجالاً - كما يقول ابن حجر - " لأنه يغطي الحق بباطله، ويقال: دجل البعير بالقطران إذا غطاه، والإناء بالذهب إذا طلاه..، وقال ابن دريد: سمي الدجال، لأنه يغطي الحق بالكذب، وقيل: لضربه نواحي الأرض،.. وقيل: بل قيل ذلك، لأنه يغطي الأرض " (٢) .

المطلب الثالث

حال المسلمين في العصر الذي يخرج فيه الدجال

قبيل خروج الدجال يكون للمسلمين شأن كبير، وقوة عظيمة، ويبدو أن خروجه إنما هو للقضاء على تلك القوة، ففي ذلك الوقت يصالح المسلمون الروم، ويغزون جميعاً عدواً مشتركاً فينصرون عليه، ثم تثور الحرب بين المسلمين والصليبين، ففي سنن أبي داود عن ذي مخبر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ستصالحون الروم صلحاً آمناً، فتغزون أنت وهم عدواً من ورائكم، فتنصرون وتغنمون وتسلمون، ثم ترجعون، حتى تنزلوا بمرج ذي تلول، فيرفع


(١) جامع الأصول، لابن الأثير: (٤/٢٠٤) ، وانظر (لسان العرب) مادة: مسح.
(٢) فتح الباري: (١١/٩١) .

<<  <   >  >>