للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قال الذهبي في الكبائر: " قال مجاهد: ما من ميت يموت إلا مُثِّل له جلساؤه الذين كان يجالسهم، فاحتضر رجل ممن كان يلعب بالشطرنج، فقيل له: قل: لا إله إلا الله. فقال: شاهك. ثم مات. فغلب على لسانه ما كان يعتاده حال حياته في اللعب، فقال عوض كلمة التوحيد: شاهك.

وهذا كما جاء في إنسان آخر ممن كان يجالس شُرَّاب الخمر أنه حين حضره الموت، فجاءه إنسان يلقنه الشهادة، فقال له: اشرب واسقني، ثم مات، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " (١) .

٣- ومنها العدول عن الاستقامة (٢) : فإن كان مستقيماً في ابتدائه ثم تغير عن حاله وخرج مما كان عليه في ابتدائه يكون سبباً لسوء خاتمته، كإبليس الذي كان في ابتدائه رئيس الملائكة ومعلمهم وأشدهم اجتهاداً في العبادة، ثم لما أمر بالسجود لآدم أبى واستكبر وكان من الكافرين، وكبلعام بن باعور الذي آتاه الله آياته فانسلخ بإخلاده إلى الدنيا، واتبع هواه وكان من الغاوين، وكبَرْصِيصا - عابد من بني إسرائيل- الذي قال له الشيطان: اكفر، فلما كفر، قال: إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين، فإن الشيطان أغراه على الكفر، فلما كفر تبرأ منه مخافة أن يشاركه في العذاب، ولم ينفعه ذلك، كما قال تعالى: (فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ) [الحشر: ١٧] .

٤- ومنها ضعف الإيمان: فإن كان في إيمانه ضعف يضعف حب الله تعالى فيه، ويقوى حب الدنيا في قلبه، ويستولي عليه بحيث لا يبقى فيه موضع لحب الله


(١) الكبائر للذهبي: ص٩١.
(٢) يقظة أولي الاعتبار: ص٢١٢.

<<  <   >  >>