للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قال في آخره: اقرؤوا إن شئتم: (وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ... ) الآية (١) .

٢- أن عيسى يأتي ليحكِّم شريعة القرآن:

وقد سبق أن بينا هذه المسألة، والأدلة عليها.

٣- أنه يقضي على جميع الأديان، ولا يقبل من أحد إلا الإسلام:

ولذلك فإنه يكسر الصليب، وهو رمز النصرانية المحرفة، ويقتل الخنزير الذي حرمه الإسلام، ويضع الجزية، فلا يقبل من اليهود والنصارى الجزية، ولا يقبل منهم إلا الإسلام، ففي حديث أبي هريرة عند أبي داود بإسناد صحيح يرفعه: " فيقاتل الناس على الإسلام، فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام " (٢) .

وعدم قبول الجزية لا يعد نسخاً، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن الجزية تقبل إلى أن ينزل عيسى، وبعد ذلك لا تقبل، يقول النووي: " (ويضع الجزية) : الصواب أنه لا يقبلها، ولا يقبل من الكفار إلا الإسلام، ومن بذل منهم الجزية لم يكف عنه بها، بل لا يقبل إلا الإسلام، أو القتل، هكذا قال الإمام أبو سليمان الخطابي وغيره من العلماء.. فعلى هذا قد يقال: هذا خلاف حكم الشرع اليوم، فإن الكتابي إذا بذل الجزية وجب قبولها، ولم يجز قتله، ولا إكراهه على الإسلام، وجوابه: أن هذا الحكم ليس بمستمر إلى يوم القيامة، بل هو مقيد بما قبل عيسى - عليه السلام - وقد أخبرنا


(١) صحيح الجامع الصغير: (٥/٢٢٦) ورقمه: (٥٨٧٧) .
(٢) صحيح الجامع: (٥/٩٠) ، ورقمه: (٥٢٦٥) .

<<  <   >  >>