للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأحاديث الصحيحة بنسخة، وليس عيسى هو الناسخ، بل نبينا صلى الله عليه وسلم هو المبين للنسخ، فإن عيسى يحكم بشرعنا " (١) .

٤- عموم الرخاء، وسيادة الإسلام والأمن في ذلك الزمان:

أخبرت النصوص التي سقناها عن تلك البركة العظيمة التي توجد في ذلك الوقت، والأمن العظيم الذي يكرم الله به العباد في تلك الأيام، وكيف ترفع الشحناء والتباغض بين الناس، ويجتمع البشر على كلمة الله تبارك وتعالى.

ومن النصوص التي تحدثت عن هذا حديث أبي أمامة عند ابن ماجة، وابن خزيمة، والحاكم بإسناد صحيح، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فيكون عيسى ابن مريم في أمتي حكماً عدلاً، وإماماً مقسطاً، يدق الصليب، ويذبح الخنزير، ويضع الجزية، ويترك الصدقة، فلا يسعى على شاة ولا بعير (٢) ، وترفع الشحناء والتباغض، وتنزع حُمَةُ كل ذات حمة (٣) ، حتى يدخل الوليد يده في الحية، فلا تضره، وتضرُّ الوليدة الأسد، فلا يضرها، ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها، وتملأ الأرض من السلم، كما يملأ الإناء من الماء، وتكون الكلمة الواحدة، فلا يعبد إلا الله، وتضع الحرب أوزارها، وتسلب قريش ملكها، وتكون الأرض كفاثور الفضة، تنبت نباتها بعهد آدم، حتى يجتمع النفر على القطف من العنب، فيشبعهم، ويجتمع النفر على الرمانة، فتشبعهم، ويكون الثور بكذا وكذا من المال، ويكون الفرس بدريهمات.. " (٤) .


(١) شرح النووي على مسلم: (٢/١٩٠) .
(٢) أي لعدم الحاجة إلى السعي، وطلب الرزق.
(٣) مثل سم الأفعى، والعقرب.
(٤) صحيح الجامع الصغير: (٦/٢٧٦) ورقمه: (٧٧٥٢) .

<<  <   >  >>