ويمكنني أن أجمل أهم العوامل التي جعلت من كتاب ((فتح الباري)) كتاباً ينال السبق على غيره من الشروح للجامع الصحيح، في بيان المعاني واختلاف الروايات في ((الجامع الصحيح)) بالنقاط التالية:
١ - اطلاع الحافظ ابن حجر على أشهر الروايات للجامع الصحيح، وقراءتها بتدبر وتأنٍ عظيم، ومعارضته لهذه الروايات بعضها ببعض.
٢ - مراجعته لنسخ متعددة من ((الجامع الصحيح)) وحرصه على النسخ الموثقة التي اطلع عليها الحفاظ.
٣ - قراءاته للشروح المختلفة للجامع الصحيح، وتوظيفه نتائج هذه الشروح لخدمة الصحيح.
٤ - استعراضه للمستخرجات على الجامع الصحيح، أو على الصحيحين معاً، وكذا المصنفات التي تجمع بين الصحيحين، ومعارضة رواية هذه المستخرجات بالروايات المتوفرة لديه.
٥ - عنايته الواسعة بتخريج النصوص من المصادر الحديثية المتنوعة، وبيان الروابط الدقيقة التي تجمع بين الروايات المختلفة.
٦ - توخي الدقة التامة والتمسك بالنصوص، من أجل الوصول إلى غايته المنشودة، في ضبط النصوص، والوصول إلى أدق الروايات وأتقنها.
٧ - التخصص الدقيق في الحديث وعلومه، إضافةً إلى ثقافته الواسعة في العلوم الشرعية، والتاريخية، والعربية المتعددة الجوانب والتي كان يتمتع بها الإمام ابن حجر، قد أعانته على إلقاء الضوء حول مسألة اختلاف الروايات، وغيرها من المسائل التي حفل بها ((الجامع الصحيح)) ، يضاف إلى هذا نشاطه الجم، وعرضه العلمي للموضوعات