للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حتى قام يجر رداءه، وخرج عمر معه، وأنا مع أبي، حتى إذا قام على باب المسجد الكعبة صرخ بأعلى صوته: يا معشر قريش إن عمر قد صبا، فقال عمر:

كذبت ولكني أسلمت، فبادروه فقاتلهم وقاتلوه حتى قامت الشمس على رؤوسهم وبلح «١» ، فجلس وعرشوا على رأسه قياماً وهو يقول: اصنعوا ما بدا لكم فأقسم بالله لو قد كنا ثلاثمائة رجل لقد تركتموها لنا أو تركناها لكم، فبينا هم على ذلك إذ أقبل شيخ من قريش عليه حلة حبره وقميص قومسي «٢» ، فقال:

مه؟ فقالوا: خيراً، عمر بن الخطاب صبا، فقال فمه؟! رجل اختار لنفسه ديناً أترون بني عدي بن كعب يسلمون لكم صاحبهم هكذا؟! عن الرجل فو الله لكأنها كان ثوب كشف عنه، فلما قدمنا المدينة قلت: يا أبه من الرجل صاحب الحلة الذي «٣» صرف القوم عنك؟ قال: ذاك العاص بن وائل السهمي.

نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحق قال: حدثني المنكدر أن أعرابياً من بني الدئل قال حيث بلغه أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وظهوره واختلاف الناس بها قال: فما فعل الأصلع الطوال الأعسر، مع أي الحزبين هو، فو الله ليملأنها «٤» غداً خيراً أو شراً، يعني عمر بن الخطاب.

نا يونس عن النضر أبي عمر عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

اللهم أيد الاسلام بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب، فأصبح عمر فغدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم، ثم خرج فصلى في المسجد ظاهراً.

نا يونس عن عبد الرحمن بن عبد الله عن القاسم عن عبد الله (٨٢) بن مسعود أنه قال: كان اسلام عمر بن الخطاب فتحاً، وهجرته نصراً، وإمارته رحمة، وما استطعنا أن نصلي ظاهرين عند الكعبة حتى أسلم عمر رحمه الله.


(١) أي انقطع من الاعياء فلم يقدر على التحرك.
(٢) الحبرة ثوب يماني من قطن أو كتان مخطط، وقميص قومسي لعله نسبة الى قومس التي قال غنها ياقوت بأنها كانت كورة كبيرة واسعة تشتمل على مدن وقرى ومزارع في ذيل جبل طبرستان، وجاء في ابن هشام، الروض: ٢/ ٩٥- ١٠٠ «قميص موشى» .
(٣) في الأصل وع: التي وهو تصحيف.
(٤) في ع: ليملأ بها.

<<  <   >  >>