للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نا يونس عن يونس بن عمرو عن أبيه عن عمرو بن ميمون الأودي قال: نا عبد الله بن مسعود قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند المقام، فقال أبو جهل لأصحابه، وهم جلوس عنده: من يذهب فيأتينا بسلي الجزور عند بني فلان، فقام غاو منهم فجاء به فقيل له: إذا رأيت محمداً ساجداً فضعه بين كتفيه، فلما سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وضعه بين كتفية، فلم يتحلل حتى فرغ من سجوده، وبلغ فاطمة فجاءت وهي جارية فأخذته وجعلت تمسح عن ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أقبلت عليهم تشتمهم واستضحكوا حتى صرعوا فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته استقبل الكعبة ورفع يديه فدعا عليهم: اللهم عليك بعمرو بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة وعمارة بن الوليد، وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط، قال عبد الله بن مسعود: [١٠٠] وأنا يومئذ غلام غير ذي منعة في القوم، فو الذي أنزل الكتاب على محمد لقد رأيتهم صرعى في الطوي طوي بدر.

نا أحمد نا يونس عن ابن اسحق قال: وقد قال عمر بن الخطاب فيما يزعمون بعد اسلامه يذكر ما رأت قريش من العبرة فيما كان أبو جهل هم به من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقائل يقول قالها أبو طالب، فالله أعلم بمن قالها:

أفيقوا بني غالب وانتهوا ... عن البغي في بعض ذا المنطق

وإلا فإني إذاً خائف ... بوائق في داركم تلتقي

تكون لغابركم عبرة ... ورب المغارب والمشرق

كما ذاق من كان من قبلكم ... ثمود وعاد فمن ذا بقي

غداة أتاهم بها صرصراً ... وناقة ذي العرش إذ تستقي

فحل عليهم بها سخطة من الله ... في ضربة الازرق

غداة يعض بعرقوبها حسام ... من الهند ذو رونق

وأعجب من ذاك من أمركم ... عجائب في الحجر الملصق

بكف الذي قام من حينه ... إلى الصابر الصادق المتقي

<<  <   >  >>