وثم رب فاجعلن ماتم ... ثم اصرف الموت إليها يسلم
بحولك اللهم عيش خرم ... وأنت إن سلمته لم يكلم
فبلغ العيش به فيهرم ... حتى أراه عند كل مقدم
يبين الخير لمن توسم
ثم ضربوا، فخرج السهم على الإبل، ثم أعادوا الثانية، وعبد المطلب مكانه عند هبل، فلما أرادوا أن يضربوا، قال:
يا رب لا تشمت بي الأعادي ... إن بني ثمرة فؤادي
فلا تسيل دمه في الوادي ... واجعل فداه اليوم من تلادي
ذود لقاح بدنا أندادي ... حتى تكون فدية الأولاد
ولا ترثنيه الأذواد ... إن بني رب لم يفادي
لكن يمين قسم الجواد ... فقد تراني رب لم أضادي
ثم ضربوا، فخرج السهم على الإبل، ثم أعادوا الثالثة، وقام عبد المطلب يدعو ويقول:
يا رب قد أعطيتني سؤالي ... أكثرت بعد قلة عيالي
فاجعل فداه اليوم جل مالي ... معقلات تسحب الاجلال
ولا ترينه بشر حال ... فإنه يدخلني سلالي
بأن يكون النحر للهلال ... أو تصرف الموت فلا أبالي
عن ابني الأصغر ذا الجلال ... أنت الولي المنعم المفضال
فأنعم اليوم لذاك بالي ... فإنه قد نزل الموالي
كلهم يبكي من السؤال ... كل فتى أبيض كالهلال