وروي أن الإمام أبا الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري رحمهم الله، حكي أن جده الإمام أبا القاسم المذكور أدخله الحمام وهو في السنة الخامسة، وأقعده علي حجره، وحلق رأسه، ثم لقنه، وقال له: قل أنا المكدي وابن المكدي وهكذا كان أبي، وجدي، ولقنه أيضًا، وقال له: قل:
أنبأنا بذلك القاضي أبو العباس أحمد بن محمد البلنسي ابن الغماز رحمه الله تعالى، عن الشيخ الصالح الصوفي أبي عبد الله محمد بن سليمان الشاطبي نزيل الرباط بالإسكندرية، ذكر ذلك عن أبي الأسعد المذكور رحمهم الله تعالى.
وأنبأنا الشرف أبو الفضل العساكري، عن زينب الشعرية قالت: أخبرنا أبو الفتوح عبد الوهاب بن شاه بن أحمد الشاذياخي سماعًا، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم القشيري سماعًا، قال: قال سهل، يعني ابن عبد الله التستري رحمه الله: كنت ابن ثلاث سنين وكنت أقوم بالليل أنظر إلى صلاة خالي من محمد بن سوار، وكان يقوم الليل، فربما كان يقول، يا سهل اذهب فنم، فقد شغلت قلبي
وبه إلى أبي القاسم سواء , قال: سمعت محمد بن الحسين رحمه الله , يقول: سمعت أبا الفتح يوسف بن عمر الزاهد , يقول: سمعت عبد الله بن عبد الحميد , يقول: سمعت عبد الله بن لؤلؤ , يقول: سمعت عمر بن واصل يحكي , عن سهل بن عبد الله , قال: قال لي خالي يومًا: أولا تذكر الله الذي خلقك؟ فقلت: كيف أذكره؟ فقال: قل بقلبك عند تقلبك في ثيابك ثلاث مرات من غير أن تحرك به لسانك: الله معي، الله ناظر إلى، الله شاهدي، فقلت: ذلك ليالي، ثم أعلمته، فقال: قل في كل ليلة إحدى عشرة مرة، فقلت ذلك، فوقع في قلبي حلاوة، فلما كان بعد سنة قال لي خالي: احفظ ما علمتك ودم عليه إلى أن تدخل القبر، فإنه ينفعك في الدنيا والآخرة، فلم أزل علي ذلك سنين، فوجدت لها حلاوة في سري، ثم قال لي خالي يومًا: يا سهل من كان الله معه وهو ناظر إليه وشاهده يعصيه، إياك والمعصية، فكنت