والاحتماء بالله ربه، والالتجاء إليه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
رابعاً: الاشتغال بذكر الله:
ذكر الله من أعظم ما ينجي العبد من الشيطان، وفي الحديث: أن الله أمر نبي الله يحي أن يأمر بني إسرائيل بخمس خصال، ومن هذه:(وآمركم أن تذكروا الله تعالى، فإن مثل ذلك مثل رجل خرج العدّو في أثره سراعاً، حتى إذا أتى إلى حصن حصين، فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله) .
يقول ابن القيم (١) : " فلو لم يكن في الذكر إلا هذه الخصلة الواحدة لكان حقيقاً بالعبد أن لا يفتر لسانه من ذكر الله تعالى، وأن لا يزال لهجاً بذكره، فإنّه لا يحرز نفسه من عدوه إلا بالذكر، ولا يدخل عليه العدو إلا من باب الغفلة، فهو يرصده، فإذا غفل، وثب عليه وافترسه، وإذا ذكر الله تعالى، انخنس عدو الله وتصاغر، وانقمع، حتى يكون كالوَصع [طائر أصغر من العصفور] ، وكالذباب، ولهذا سمي (الوسواس الخناس) ؛ لأنه يوسوس في صدور الناس، فإذا ذكر الله خنس، أي كف وانقبض. وقال ابن عباس: الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، فإذا ذكر الله تعالى خنس ".
ويقول ابن القيم:" الشياطين قد احتوشت العبد وهم أعداؤه، فما ظنك برجل قد احتوشه أعداؤه المحنقون عليه غيظاً، وأحاطوا به، وكل منهم يناله بما يقدر عليه من الشرّ والأذى، ولا سبيل إلى تفريق جمعهم عنه إلا بذكر الله عزّ وجلّ ".
ثم ساق - رحمه الله - حديث عبد الرحمن بن سمرة، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً، وكنا في صفّةٍ بالمدينة، فقام علينا وقال: (إنّي رأيت البارحة عجباً: رأيت رجلاً من أمتي أتاه ملك الموت ليقبض روحه، فجاءه برّه بوالديه، فرد ملك الموت عنه.