للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الرمح ليطعنها به، وأصابته غيرة، فقالت له: اكفف رمحك، وادخل البيت حتى تنظر ما الذي أخرجني.

فدخل فإذا بحية عظيمة منطوية على الفراش، فأهوى إليها بالرمح فانتظمها به، ثم خرج، فركزه في الدار، فاضطربت عليه، فما يدرى أيهما كان أسرع موتاً: الحية أم الفتى!

قال: فجئنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له، وقلنا: ادع الله يحييه لنا فقال: (استغفروا لصاحبكم) ، ثم قال: (إنّ بالمدينة جنّاً قد أسلموا، فإذا رأيتم منهم شيئاً فآذنوه ثلاثة أيام، فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه، فإنّما هو شيطان) (١) .

تنبيهات مهمة حول قتل حيات البيوت:

١- هذا الحكم، وهو النهي عن قتل الحيوانات خاص بالحيات دون غيرها.

٢- وليس كل الحيات؛ بل الحيات التي نراها في البيوت دون غيرها، أمّا التي نشاهدها خارج البيوت فنحن مأمورون بقتلها.

٣- إذا رأينا حيات البيوت فنؤذنها؛ أي نأمرها بالخروج، كأن نقول: أقسم عليك بالله أن تخرجي من هذا المنزل، وأن تبعدي عنّا شرّك وإلا قتلناك. فإن رؤيت بعد ثلاثة أيام قتلت.

٤- والسبب في قتلها بعد ثلاثة أيام أننا تأكدنا أنها ليست جنّاً مسلماً، لأنها لو كانت كذلك، لغادرت المنزل، فإن كانت أفعى حقيقية فهي تستحق القتل، وإن كانت جنّاً كافراً متمرداً فهو يستحق القتل؛ لأذاه وإخافته لأهل المنزل.

٥- يستثنى من جنان البيوت نوع يقتل بدون استئذان، ففي صحيح البخاري عن أبي لبابة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقتلوا الجِنَّان، إلا كلّ أبتر ذي طُفْيَتَيْن؛ فإنه يسقط الولد، ويذهب البصر، فاقتلوه) (٢) .


(١) رواه مسلم: ٤/١٧٥٦. ورقمه: ٢٢٣٦.
(٢) رواه البخاري: ٦/٣٥١. ورقمه: ٣٣١١.

<<  <   >  >>