كتاب عالم الجن والشياطين

الفصل الثالث العداء بين الإنسان والشيطان - ص: 61

وفي مستدرك الحاكم: (الطاعون وخز أعدائكم من الجن، وهو لكم شهادة) (١) .

وما أصاب نبي الله أيوب كان بسبب الجن كما قال تعالى: (واذكر عبدنا أيُّوب إذ نادى ربه أنَّي مَسَّنِيَ الشَّيطان بنصبٍ وعذابٍ) [ص: ٤١] .

ز- بعض الأمراض الأخرى:

قال صلى الله عليه وسلم للمرأة المستحاضة، وهي حمنة بنت جحش: (إنما هذه ركضة من ركضات الشيطان) (٢) .

ح- مشاركته لبني آدم في طعامهم وشرابهم ومسكنهم:

ومن الأذى الذي يجلبه الشيطان للإنسان أن يعتدي على طعامه وشرابه فيشركه فيهما، ويشركه في المبيت في منزله، ويكون ذلك منه إذا خالف العبد هدي الرحمن، أو غفل عن ذكر الله، أمّا إذا كان ملتزماً بالهدى الذي هدانا الله إليه، لا يغفل عن ذكر الله، فإن الشيطان لا يجد سبيلاً إلى أموالنا وبيوتنا.

فالشيطان لا يستحل الطعام إلا إذا تناول منه أحد بدون أن يُسَمّي، فإذا ذكر اسم الله عليه، فإنّه يحرم على الشيطان، روى مسلم في صحيحه عن حذيفة، قال: " كنا إذا حضرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم طعاماً لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيضع يده، وإنّا حضرنا معه مرة طعاماً، فجاءَت جارية كأنها تدفع، فذهبت لتضع يدها في الطعام، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها، ثم جاء أعرابي كأنما يدفع، فأخذ بيده ".

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنّ الشيطان ليستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه، وإنه جاء بهذه الجارية ليستحلّ بها، فأخذت بيدها، فجاء بهذا الأعرابي ليستحلّ به، فأخذت بيده، والذي نفسي بيدي إن يده في يدي مع يدها) (٣) .

وقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نحفظ أموالنا من الشيطان وذلك بإغلاق

---

(١) راجع إرواء الغليل: ٦/٧٠.
(٢) صحيح سنن أبي داود: ١/٥٦. ورقمه: ٢٦٧، وصحيح سنن النسائي: ١/٤٠، ورقمه: ١١٠. ولفظ النسائي: (إنما هي ركضة من الشيطان) .
(٣) رواه مسلم: ٣/١٥٩٧. ورقمه: ٢١٧.