قال:" ومثل هذا يحدث كثيراً لغير الحلاج ممن له حال شيطاني، ونح نعرف كثيراً من هؤلاء في زمننا وغير زمننا، مثل شخص هو الآن (في زمن ابن تيمية) بدمشق، كان الشيطان يحمله من جبل الصالحية إلى قرية حول دمشق، فيجيء من الهواء إلى طاقة البيت، فيدخل وهم يرونه، ويجيء بالليل على باب الصغير (باب من أبواب دمشق الستة التي كانت يومئذ) ، فيعبر منه هو ورفيقه، وهو من أفجر الناس.
وآخر كان بالشوبك (قلعة حصينة في أطراف الشام) من قرية يقال لها: الشاهدة، يطير في الهواء إلى رأس الجبل والناس يرونه، وكان شيطان يحمله، وكان يقطع الطريق.
وأكثرهم شيوخ الشرّ، يقال لأحدهم:(البوشي أبي المجيب) ينصبون له خركاه في ليلة مظلمة، ويصنعون خبزاً على سبيل القربات، فلا يذكرون الله، ولا كتاب فيه ذكر الله، ثم يصعد ذلك البوشي في الهواء وهم يرونه، ويسمعون خطابه للشيطان، وخطاب الشيطان له. ومن ضحك أو سرق من الخبز ضربه الدف، ولا يرون من يضرب به.
ثم إن الشيطان يخبرهم ببعض ما يسألونه عنه، ويأمرهم بأن يقربوا له بقراً وخيلاً وغير ذلك، وأن يخنقوها خنقاً، ولا يذكرون اسم الله عليها، فإذا فعلوا قضى حاجتهم ".
ويذكر ابن تيمية أيضاً عن " شيخ أخبر عن نفسه أنه كان يزني بالنساء ويتلوط الصبيان، وكان يقول: يأتيني كلب أسود بين عينيه نكتتان بيضاوان، فيقول لي: فلان ابن فلان نذر لك نذراً، وغداً نأتيك به، فيصبح ذلك الشخص يأتيه بذلك النذر، ويكاشفه هذا الشيخ الكافر ".
ويذكر عن هذا الشيخ أنه قال: " وكنت إذا طلب مني تغيير مثل (اللادن)