يشترطون في الوسيط شيئاً من ذلك، وقد ذكر حادثة جرت معه شخصياً تبين له بعد تحقيق منه في الموضوع أن الوسيط كان دجالاً كاذباً.
وبين كيف أن بعض الحضور يكونون متواطئين مع المحضرين، وكيف يحترس في انتقاء الذين يسمح لهم بحضور مثل هذه الجلسات، وكيف يعللون إخفاقهم إذا وجد في الحضور بعض الأذكياء النبهاء.
وقد أفاض الدكتور محمد محمد حسين في الكشف عن الطريق الأولى التي يزعم الروحانيون أنهم يحضرون بها الأرواح، وهي طريق الدجل والكذب، واستعمال المؤثرات النفسية والحيل العلمية.
وأشار مجرد إشارة إلى الطريق الثانية وهي استخدام الجن، وأرى أن غالب الدعوات التي يزعم أصحابها تحضير الأرواح هي من هذا القبيل.
تحضير الأرواح دعوة قديمة:
دعوى تحضير الأرواح ليست جديدة، بل هي قديمة، وقديمة جداً، وقد نقلنا فيما سبق كيف كان بعض الناس يتصلون بالجن، بل حفظت لنا كتب الثقات أن بعض الناس كانوا يزعمون أن أرواح الموتى تعود إلى الحياة بعد الموت، يقول ابن تيمية:" ومن هؤلاء (أي أهل الحال الشيطاني من الكفرة والمشركين والسحرة ونحوهم) من إذا مات لهم ميت يعتقدون أنه يجيء بعد الموت يكلمهم، ويقضي ديونه، ويرد ودائعه، ويوصيهم بوصايا، فإنهم يأتيهم تلك الصورة التي كانت في الحياة، وهو شيطان تمثل في صورته، فيظنونه إياه "(١) .
تجربة معاصرة:
هذه تجربة حصلت مع الكاتب أحمد عز الدين البيانوني، ذكرها في كتاب