للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما

أنا أبو غسان رفيع بن مسلم (١) العبدي وقرئ عليه، قال أبو عبيدة:

كان قوم عقوا آباءهم فعاتبهم آباؤهم على عقوقهم بقوم بروا آباءهم، فذكر ذلك منهم. وقوم هاجروا إلى الأمصار وتركوا آباءهم في البوادي، فاشتاقوا إلى أولادهم فقالوا في ذلك.

- ١ -

فممن عق أباه عيسى بن يحيى بن سعيد أبي عمران الأعمى مولى آل طلحة ابن عبيد الله، كان يعيب شعره ويماريه في رأيه، ويثب على عثراته يعيب أباه بسوء خلقه:

أليس اغترابٌ من عمايةَ في الرَّدى … بحيث الوعولُ العاقلاتُ توقَّلُ (٢)

لذي الحلم خيراً من محلّ يرى به … علىّ له الفضل اللئيم المحوّل


(١) كذا في الأصل، نسبة إلى جده. وهو رفيع بن سلمة بن مسلم بن رفيع العبدي.
كما في الفهرست ٨١. ورفيع هذا كان كاتب أبى عبيدة في الأخبار، ومن أوثق الناس فيها.
وكان أبو حاتم إذا ذكر في شيء منها قال: عليكم بذلك الشيخ. يعنى رفيع بن سلمة. وكان لقب رفيع «دماذ» وكنيته «أبا غسان». وقال القفطي في إنباه الرواة ٢: ٥: «من أصحاب أبي عبيدة، وكان قد قرأ من النحو إلى باب الواو والفاء. ومن قول الخليل وأصحابه:
أن ما بعدهما ينتصب بإضمار أن، فساء فهمه عنه». وأنشد القفطي له شعرا في هذا المعنى.
وانظر بغية الوعاة ٢٤٨.
(٢) عماية. جبل بالبحرين. والعاقل: الممتنع في الجبل العالي. والتوقل: الصعود في الجبل.

<<  <   >  >>