للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يسلم به: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (١).

بقي في نفسي تساؤل بخصوص حديث تأبير النخل، ربما يثور في نفوس البعض، هو:

لماذا ألهم الله رسوله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنْ يشير عليهم بهذه الإشارة، مع أنها لم تكن في مصلحتهم؟

ولماذا جعلهم الله يستسلمون لمجرَّد الإشارة، وهم المعروفون بالمراجعة والنقاش وكثرة السؤال؟

ولماذا لم يتدارك الله بهذه المشورة بالتصحيح قبل أنْ تنتج شيصاً للمسلمين يسخر منه اليهود وأعداء الإسلام حين يصح نخلهم ويسوء نخل المسلمين بسبب مشورة نبيِّهِم - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

سنحاول تلمس حكمة لهذه الحادثة، فإنْ حصلت بها قناعة واطمئنان فالحمد لله، وإلاَّ فنحن مؤمنون أرسخ الإيمان بأنَّ لله في ذلك حكمة، وهو الحكيم الخبير.

أولاً: هناك من الأمور ما نحسبه شرّاً لنا وهو في الحقيقة خير لنا، كخرق السفينة، يحسب لأول وهلة أنه شر لأصحابها، فلما وضحت الحقيقة كان خيراً، وبالقياس على هذا:

ألم يكن من الجائز أنْ يطمع الكافرون في المدينة وتمرها، فيهاجموها من أجل نزول محمد - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فيها؟ فخروج التمر


(١) [النساء: ٦٥].

<<  <   >  >>