٤ - وذكر منه حديث أنَّ الرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أمر أبا هريرة أنْ يُبَشِّرَ الناسَ أنَّ من قال لا إله إلاَّ الله دخل الجنة، فقابله عمر فمنعه من التبشير وطلب من رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ألاَّ يفعل فقبل رأي عمر.
٥ - وحديث أنَّ الرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حرَّمَ قطع شجر الحرم فقال العباس: إلاَّ الإذخِر. فقال - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إِلاَّ الإِذْخِرَ».
٦ - وحديث أنَّ النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أمر بكسر القدور الفخارية التي طبخت فيها الحمر الأهلية، فطلب عمر الاكتفاء بغسلها، فوافقه - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - واكتفى بغسلها. وللجواب على هذا نقول: مع أنَّ بعض العلماء يقولون: إنه اجتهاد في الصورة، وأنَّ الله تعالى أوحى إليه أنْ قُلْ لأبي هريرة: يبشِّرُ وسيأتيك عمر مانعاً له من التبشير فاقْبَلْ قولَ عمر، ليتَدَرَّبَ المسلمون على التفكير وتدبير الأمور، ودراسة المُقدمات، والنتائج ومراعاة المواقف.
وأوحى إلى الرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنْ حَرِّمْ قطع شجر الحرم، فسيقول لك العباس: إلاَّ الإذخر، ليظهر للناس فضل الله ورحمته ومِنَّتِهِ على خلقه في الترخيص، وليتعلَّمُوا أنْ يلتجِؤوا إلى الله المُشَرِّعُ بطلب العفو والتخفيف.
وأوحى الله إلى الرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنْ مُرْ بكسر القُدُورِ، فيقول لك عمر راجياً: أو نكتفي بغسلها؟ فاقبِلْ مشُورَةَ عمر، ليحسَّ المسلمون مدى رحمة الله بهم، فقد روى أنَّ بني إسرائيل كان عليهم أنْ يقطعوا الجزء المُتَنَجِّسَ من الثوب تشديداً عليهم. مع أنَّ بعض العلماء يقول ذلك وأنه اجتهاد في الظاهر