٣١٨٣٥ - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: قَالَ جُنْدُبٌ: قَالَ حُذَيْفَةُ: " لَمَّا أُرْسِلَتِ الرُّسُلُ إِلَى قَوْمِ لُوطٍ لِيُهْلِكُوهُمْ قِيلَ لَهُمْ: لَا تُهْلِكُوهُمْ حَتَّى يَشْهَدَ عَلَيْهِمْ لُوطٌ ثَلَاثَ مِرَارٍ، قَالَ: وَكَانَ طَرِيقُهُمْ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: فَأَتَوْا إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: فَلَمَّا بَشَّرُوهُ بِمَا بَشَّرُوهُ قَالَ: {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ} [هود: ٧٤]، قَالَ: وَكَانَ مُجَادَلَتُهُ إِيَّاهُمْ أَنَّهُ قَالَ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ فِيهَا خَمْسُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَتُهْلِكُونَهُمْ؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: أَفَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ فِيهَا أَرْبَعُونَ؟ قَالَ: قَالُوا: لَا، حَتَّى انْتَهَى إِلَى عَشْرَةٍ أَوْ خَمْسَةٍ - حُمَيْدٌ شَكَّ فِي ذَلِكَ - قَالَ ⦗٣٣٢⦘: فَأَتَوْا لُوطًا وَهُوَ يَعْمَلُ فِي أَرْضٍ لَهُ، قَالَ: فَحَسِبَهُمْ بَشَرًا، قَالَ: فَأَقْبَلَ بِهِمْ خَفِيًّا حَتَّى أَمْسَى إِلَى أَهْلِهِ، قَالَ: فَمَشَوْا مَعَهُ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِمْ، قَالَ: وَمَا تَدْرُونَ مَا يَصْنَعُ هَؤُلَاءِ، قَالُوا: وَمَا يَصْنَعُونَ؟ فَقَالَ: مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ هُوَ أَشَرُّ مِنْهُمْ، قَالَ: فَلَبِسُوا آذَانَهُمْ عَلَى مَا قَالَ: وَمَشَوْا مَعَهُ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: مِثْلَ هَذَا، فَأَعَادَ عَلَيْهِمْ مِثْلَ هَذَا ثَلَاثَ مِرَارٍ، قَالَ: فَانْتَهَى بِهِمْ إِلَى أَهْلِهِ، قَالَ: فَانْطَلَقَتِ امْرَأَتُهُ الْعَجُوزُ عَجُوزُ السُّوءِ إِلَى قَوْمِهِ، فَقَالَتْ: لَقَدْ تَضَيَّفَ لُوطٌ اللَّيْلَةَ رِجَالًا مَا رَأَيْتُ رِجَالًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُمْ وُجُوهًا، وَلَا أَطْيَبَ رِيحًا مِنْهُمْ، قَالَ: فَأَقْبَلُوا يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ فَدَافَعُوهُ الْبَابَ حَتَّى كَادُوا يَغْلِبُونَهُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَأَهْوَى مَلَكٌ مِنْهُمْ بِجَنَاحِهِ، قَالَ: فَصَفَقَهُ دُونَهُمْ، قَالَ: وَعَلَا لُوطٌ الْبَابَ وَعَلَوْا مَعَهُ، قَالَ: فَجَعَلَ يُخَاطِبُهُمْ: {هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ} [هود: ٧٨] فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ قَالَ: فَقَالُوا: {لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ} [هود: ٧٩]، قَالَ: فَقَالَ: {لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} [هود: ٨٠] قَالَ: {قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ} [هود: ٨١] قَالَ: فَذَاكَ حِينَ عَلِمَ أَنَّهُمْ رُسُلُ اللَّهِ، ثُمَّ قَرَأَ إِلَى قَوْلِهِ {أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ} [هود: ٨١] قَالَ: وَقَالَ: مَلَكٌ فَأَهْوَى بِجَنَاحِهِ هَكَذَا - يَعْنِي - شِبْهَ الضَّرْبِ، فَمَا غَشِيَهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ، تِلْكَ اللَّيْلَةَ إِلَّا عَمِيَ، قَالَ: فَبَاتُوا بِشَرِّ لَيْلَةٍ عُمْيَانًا يَنْتَظِرُونَ الْعَذَابَ، قَالَ: وَسَارَ بِأَهْلِهِ حَتَّى قَالَ: اسْتَأْذَنَ جِبْرِيلُ فِي هَلَكَتِهِمْ فَأُذِنَ لَهُ فَاحْتَمَلَ الْأَرْضَ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا، قَالَ: فَأَهْوَى بِهَا حَتَّى سَمِعَ أَهْلُ سَمَاءِ الدُّنْيَا صُغَاءَ كِلَابِهِمْ، قَالَ ثُمَّ قَلَبَهَا بِهِمْ، قَالَ: فَسَمِعَتِ امْرَأَتُهُ - يَعْنِي لُوطًا عَلَيْهِ السَّلَامُ - الْوَجْبَةَ وَهِيَ مَعَهُ فَالْتَفَتَتْ فَأَصَابَهَا الْعَذَابُ، قَالَ: وَتَتَبَّعَتْ سِفَارَهُمْ بِالْحِجَارَةِ "
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute