٣١٩٢٢ - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ: جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، إِلَى ابْنِ سَلَامٍ فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ ثَلَاثٍ قَالَ: «تَسْأَلُنِي وَأَنْتَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ»، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَسَلْ، قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ تُبَّعٍ مَا كَانَ، وَعَنْ عُزَيْرٍ مَا كَانَ، وَعَنْ سُلَيْمَانَ لِمَ تَفَقَّدَ الْهُدْهُدَ؟ فَقَالَ: «أَمَّا تُبَّعٌ فَكَانَ رَجُلًا مِنَ الْعَرَبِ فَظَهَرَ عَلَى النَّاسِ وَشَاءَ فِتْيَةً مِنَ الْأَخْيَارِ فَاسْتَدْخَلَهُمْ وَكَانَ يُحَدِّثُهُمْ وَيُحَدِّثُونَهُ»، فَقَالَ قَوْمُهُ: إِنَّ تُبَّعًا قَدْ تَرَكَ دِينَكُمْ وَبَايَعَ الْفِتْيَةَ، فَقَالَ: «تُبَّعٌ لِلْفِتْيَةِ قَدْ تَسْمَعُونَ مَا قَالَ هَؤُلَاءِ»، قَالُوا: بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ النَّارُ الَّتِي تَحْرِقُ الْكَاذِبَ وَيَنْجُو مِنْهَا الصَّادِقُ، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «تُبَّعٌ لِلْفِتْيَةِ، ادْخُلُوهَا»، قَالَ: فَتَقَلَّدُوا مَصَاحِفَهُمْ فَدَخَلُوهَا فَانْفَرَجَتْ لَهُمْ حَتَّى قَطَعُوهَا، ثُمَّ قَالَ لِقَوْمِهِ: «ادْخُلُوهَا، فَلَمَّا دَخَلُوهَا سَفَعَتِ النَّارُ وُجُوهَهُمْ» فَنَكَصُوا فَقَالَ: «لَتَدْخُلُنَّهَا»، قَالَ: «فَدَخَلُوهَا فَانْفَرَجَتْ لَهُمْ حَتَّى إِذَا تَوَسَّطُوهَا أَحَاطَتْ بِهِمْ فَأَحْرَقَتْهُمْ»، قَالَ: " فَأَسْلَمَ تُبَّعٌ وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا، وَأَمَّا عُزَيْرٌ فَإِنَّ بَيْتَ الْمَقْدِسِ لَمَّا خَرِبَ وَدَرَسَ الْعِلْمُ وَحُرِّقَتِ التَّوْرَاةُ، كَانَ يَتَوَحَّشُ فِي الْجِبَالِ، فَكَانَ يَرِدُ عَيْنًا يَشْرَبُ مِنْهَا، قَالَ: فَوَرَدَهَا يَوْمًا فَإِذَا امْرَأَةٌ قَدْ تَمَثَّلَتْ لَهُ، فَلَمَّا رَآهَا نَكَصَ، فَلَمَّا أَجْهَدَهُ الْعَطَشُ أَتَاهَا فَإِذَا هِيَ تَبْكِي، قَالَ: مَا يُبْكِيكِ؟ قَالَتْ: أَبْكِي عَلَى ابْنِي، قَالَ: كَانَ ابْنُكِ يَرْزُقُ؟ قَالَتْ: لَا، قَالَ: كَانَ يَخْلُقُ؟ قَالَتْ: لَا، قَالَ: فَلَا تَبْكِينَ عَلَيْهِ، قَالَتْ: فَمَنْ أَنْتَ؟ أَتُرِيدُ قَوْمَكَ؟ ادْخُلْ هَذَا الْعَيْنَ فَإِنَّكَ سَتَجِدُهُمْ، قَالَ: فَدَخَلَهَا، قَالَ: فَكَانَ كُلَّمَا دَخَلَهَا زِيدَ فِي عِلْمِهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَوْمِهِ وَقَدْ رَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ عِلْمَهُ، فَأَحْيَا لَهُمُ التَّوْرَاةَ وَأَحْيَا لَهُمُ الْعِلْمَ قَالَ: فَهَذَا عُزَيْرٌ، وَأَمَّا سُلَيْمَانُ فَإِنَّهُ نَزَلَ مَنْزِلًا فِي سَفَرٍ فَلَمْ يَدْرِ مَا بُعْدُ الْمَاءِ مِنْهُ، فَسَأَلَ مَنْ يَعْلَمُ عِلْمَهُ، فَقَالُوا: الْهُدْهُدُ، فَهُنَاكَ تَفَقَّدَهُ "
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute