حَدَّثَنَا
٣٦٩٥١ - يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ , عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , قَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَعْضِ حُجَرِهِ فَجَلَسَ عِنْدَ بَابِهَا , وَكَانَ إِذَا جَلَسَ وَحْدَهُ لَمْ يَأْتِهِ أَحَدٌ حَتَّى يَدْعُوَهُ , قَالَ: «ادْعُ لِي أَبَا بَكْرٍ» , قَالَ: " فَجَاءَ فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَنَاجَاهُ طَوِيلًا , ثُمَّ أَمَرَهُ فَجَلَسَ عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ يَسَارِهِ , ثُمَّ قَالَ: ادْعُ لِي عُمَرَ , فَجَاءَ فَجَلَسَ مَجْلِسَ أَبِي بَكْرٍ فَنَاجَاهُ طَوِيلًا , فَرَفَعَ عُمَرُ صَوْتَهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , هُمْ رَأْسُ الْكُفْرِ , هُمُ الَّذِينَ زَعَمُوا أَنَّكَ سَاحِرٌ , وَأَنَّكَ كَاهِنٌ , وَأَنَّكَ كَذَّابٌ , وَأَنَّكَ مُفْتَرٍ , وَلَمْ يَدَّعِ شَيْئًا مِمَّا كَانَ أَهْلُ مَكَّةَ يَقُولُونَهُ إِلَّا ذَكَرَهُ , فَأَمَرَهُ أَنْ «يَجْلِسَ مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِهِ وَالْآخَرُ عَنْ يَسَارِهِ» , ثُمَّ دَعَا النَّاسَ فَقَالَ: «أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِمِثْلِ صَاحِبَيْكُمْ هَذَيْنِ»؟ قَالُوا: نَعَمْ , يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أَلْيَنَ فِي اللَّهِ مِنَ الدُّهْنِ فِي اللَّبَنِ , ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى عُمَرَ فَقَالَ: إِنَّ نُوحًا كَانَ أَشَدَّ فِي اللَّهِ مِنَ الْحَجَرِ , وَإِنَّ الْأَمْرَ أَمْرُ عُمَرَ , فَتَجَهَّزُوا , فَقَامُوا فَتَبِعُوا أَبَا بَكْرٍ فَقَالُوا: يَا أَبَا بَكْرٍ , إِنَّا كَرِهْنَا أَنْ نَسْأَلَ عُمَرَ مَا هَذَا الَّذِي نَاجَاكَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ: قَالَ لِي: " كَيْفَ تَأْمُرُونِي فِي غَزْوَةِ مَكَّةَ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , هُمْ قَوْمُكَ , قَالَ: حَتَّى رَأَيْتُ أَنَّهُ سَيُطِيعُنِي , قَالَ: ثُمَّ دَعَا عُمَرَ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّهُمْ رَأْسُ الْكُفْرِ، حَتَّى ذَكَرَ كُلَّ سُوءٍ كَانُوا يَذْكُرُونَهُ , وَايْمُ اللَّهِ لَا تَذِلُّ الْعَرَبُ حَتَّى يَذِلَّ أَهْلُ مَكَّةَ , فَآمُرَكُمْ بِالْجِهَادِ وَلِتَغْزُوا مَكَّةَ "
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute