٧٠٠ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ؛ قَالَ: قُرِئَ عَلَى قَبْرٍ مَكْتُوبٌ بِالْيَمَنِ بِالْحِمْيَرِيَّةِ؛ فَتَرْجَمَهَا بِالْعَرَبِيَّةِ: أَنَا عَمْرُو بْنُ شَمَّرٍ الْمَلِكُ الْجُرْهُمِيُّ، مَلَكْتُ فَأَطَلْتُ، وَتَمَنَّيْتُ فَنِلْتُ، وَقَاتَلْتُ فَغَلَبْتُ؛ ثُمَّ إِنَّ الْجَدِيدَيْنِ تَعَاوَرَانِي بِأَحْدَاثِهِمَا؛ فَأَفْنَيَانِي وَأَفْنَيَا مَا كُنْتُ فِيهِ مِنَ النِّعْمَةِ، وَأَنَا الَّذِي أَقُولُ ⦗٨١⦘:
(نَحْنُ كُنَّا الْمُلُوكَ نَقْضِي ... عَلَى النَّاسِ قَضَاءَ يَمْضِي بِكُلِّ مَكَانِ)
(وَلَنَا كَانَتِ الرِّعَاءُ تَبِيتُ قِدَماً ... كَالدُّمَى وَالْمُنَعَّمَاتُ الْغَوَانِي)
(وَالْعِتَاقُ الْجِيَادُ وَالْقُضُبُ الْبِيضُ ... وسُمْرُ الْقَنَا وَحُورُ الْقِيَانِ)
(وَالْقُصُورُ الْمُشَيَّدَةُ الشَّامِخَاتُ ... الشُّمُّ ذَاتُ الْحُجَّابِ وَالْأَعْوَانِ)
(وَالنُّهَى وَالْعُلَى وَالْأَخْذُ وَالْإِعْطَاءُ ... لَدَى كُلِّ سَاعَةٍ وَأَوَانِ)
(فَحَكَمْنَا بِمَا أَرَدْنَا وَعَاقَبْنَا ... وَجُدْنَا بِالْعَفْوِ وَالْإِحْسَانِ)
(وَأَخَذْنَا النَّهْرَيْنِ دِجْلَةَ وَالنِّيلَ ... وَنَهْرَ الْفُرَاتِ مِنْ كُوفَانِ)
(وَلَنَا كَانَتِ الْمَشَاعِرُ وَالْكَعْبَةُ ... وَالْمَوْقِفَانِ وَالْأَبْطَحَانِ)
(فَلَبِثْنَا أَرْبَابَ مَكَّةَ حَتَّى ... اخْتَطَفَتْنَا قَوَارِعُ الْحِدْثَانِ)
(فَعُرِّينَا مِنْ مُلْكِنَا فَكَأَنَّا ... لَمْ نَكُنْ فِيهِ بُرْهَةً مِنْ زَمَانِ)
(وَاتَّخَذْنَا الثَّرَى شِعَاراً ... عَلَى الْأَجْسَادِ بَعْدَ الْحَرِيرِ وَالْكِتَّانِ)
(وَتَرَكْنا مَجَالِسَنَا تُصَفِّرُ ... الْأَرْوَاحُ فِيهَا لِلْهَامِ وَالْغِرْبَانِ)
(وَهَجَرْنَا الْأَهْلِينَ بَعْدَ وِصَالٍ ... وَلَهَيْنَا عَنِ الْغَوَانِي الحِسَان)
(وَرَضِينَا مِنَ النِّعَمِ وَالْعِطْرِ ... بِنَتَنِ الصَّدِيدِ وَالدِّيدَانِ)
(فَتَعَالَى الَّذِي يُمِيْتُ وَيُحْيِي ... وَهُوَ حَيٌّ مُدَبِّرُ الْأَزْمَانِ)