تَعَالَى عَلَى حد الكفاية لَمْ يتكلم فِي طلب مَا هُوَ فضول المال، فالصبر أَحْسَن بصاحب الفقر والشكر أليق بصاحب المال الحلال وتكلموا فِي معنى الزهد فَكُل نطق عَن وقته وأشار إِلَى حده.
سمعت الشيخ أبا عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي يَقُول: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيل الأزدي قَالَ: حَدَّثَنَا عمران بْن مُوسَى الإسفنجي قَالَ: حَدَّثَنَا الدورقي قَالَ: حَدَّثَنَا وكيع قَالَ: قَالَ سُفْيَان الثَّوْرِي: الزهد فِي الدنيا قصر الأمل لَيْسَ بأكل الغليظ ولا بلبس العباء.
وسمعته يَقُول: سمعت سَعِيد بْن أَحْمَد يَقُول: سمعت عَبَّاس بْن عصام يَقُول: سمعت الجنيد يَقُول: سمعت السري يَقُول: إِن اللَّه سلب الدنيا عَن أوليائه وحماها عَن أصفيائه وأخرجها من قلوب أهل وداده لأنه لَمْ يرضها لَهُمْ.
وقيل: الزهد من قَوْله سبحانه وتعالى: {لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}[الحديد: ٢٣] لا يفرح بموجود من الدنيا ولا يتأسف عَلَى مفقود منها.
وَقَالَ أَبُو عُثْمَان: الزهد أَن تترك الدنيا ثُمَّ لا تبالي بمن أخذها.
سمعت الأستاذ أبا عَلِي الدقاق يَقُول: الزهد أَن تترك الدنيا كَمَا هِيَ لا تقول أبني رباطا أَوْ أعمر مسجدا.