قَالَ الأستاذ: المعرفة عَلَى لسان الْعُلَمَاء هُوَ العلم، فَكُل علم معرفة وكل معرفة علم، وكل عالم بالله عارف، وكل عارف عالم وعند هَؤُلاءِ الْقَوْم المعرفة صفة من عرف الحق سبحانه بأسمائه وصفاته ثُمَّ صدق اللَّه تَعَالَى فِي معاملاته ثُمَّ تنقى عَن أخلاقه الرديئة وآفاته ثُمَّ طال بالباب وقوفه ودام بالقلب اعتكافه فحظي من اللَّه تَعَالَى بجميل إقباله وصدق اللَّه تَعَالَى فِي جَمِيع أحواله وانقطع عَنْهُ هواجس نَفْسه وَلَمْ يصغ بقلبه إِلَى خاطر يدعوه إِلَى غيره فَإِذَا صار من الخلق أجنبيا ومن آفات نَفْسه بريا ومن المساكنات والملاحظات نقيا ودام فِي السر مَعَ اللَّه تَعَالَى مناجاته وحق فِي كُل لحظة إِلَيْهِ رجوعه , وصار محدثا من قبل الحق سبحانه بتعريف أسراره فيما يجريه من تصاريف أقداره يسمى عِنْدَ ذَلِكَ عارفا وتسمى حالته معرفة بالجملة فبمقدار أجنبيته عَن نَفْسه تحصل معرفته بربه عَزَّ وَجَلَّ وَقَدْ تكلم المشايخ فِي المعرفة فَكُل نطق بِمَا وقع لَهُ وأشار إِلَى مَا وجده فِي وقته.
سمعت الأستاذ أبا عَلِي الدقاق رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى يَقُول: من أمارات المعرفة بالله حصول الهيبة من اللَّه تَعَالَى فمن ازدادت معرفته ازدادت هيبته.