وَقَالَ ابْن الجلاء: الخائف من تأمنه المخوفات، وقيل: لَيْسَ الخائف الَّذِي يبكي ويمسح عينيه إِنَّمَا الخائف من يترك مَا يخاف أَن يعذب عَلَيْهِ، وقيل للفضيل: مالنا لا نرى خائفا؟ فَقَالَ: لو كنتم خائفين لرأيتم الخائفين إِن الخائف لا يراه إلا الخائفون وإن الثكلى هِيَ الَّتِي فِي تحب أَن ترى الثكلي، وَقَالَ يَحْيَي بْن معاذ: مسكين ابْن آدم لو خاف من النار كَمَا يخاف من الفقر لدخل الْجَنَّة، وَقَالَ شاه الكرماني: علامة الخوف الحزن الدائم، وَقَالَ أَبُو القاسم الحكيم: من خاف من شَيْء هرب منه ومن خاف من اللَّه عَزَّ وَجَلَّ هرب إِلَيْهِ.
وسئل ذو النون الْمِصْرِي رحمه اللَّه تَعَالَى: مَتَى يتيسر عَلَى العبد سبيل الخوف؟ فَقَالَ: إِذَا أنزل نَفْسه منزلة السقيم يحتمي من كُل شَيْء مخافة طول السقام.
وَقَالَ معاذ بْن جبل: إِن المؤمن لا يطمئن قلبه ولا تسكن روعته حَتَّى يخلف جسر جهنم وراءه.
وَقَالَ بشر الحافي: الخوف ملك لا يسكن إلا فِي قلب متق.
وَقَالَ أَبُو عُثْمَان الحيري: عيب الخائف فِي خوفه السكون إِلَى خوفه لأنه أمر خفي.
وَقَالَ الواسطي: الخوف حجاب بَيْنَ اللَّه تَعَالَى وبين العبد وَهَذَا اللفظ فِيهِ إشكال ومعناه أَن الخائف متطلع لوقت ثان وأبناء الوقت لا تطلع لَهُمْ فِي المستقبل وحسنات الأبرار سيئات المقربين.